ظهوره. وانتشرت بطونها في مواقع متعددة من فلسطين وجوارها ـ من تبوك وشرق البحر الميت إلى الشراة والبلقاء وإلى جنوب القدس والخليل والمغار إلى رفح. ويذكر أن الرسول (ص) أقطعهم الخليل وما حولها من قرى وبساتين. وقد وقف بعضهم مع الروم في مؤتة واليرموك ، ثم انحازوا إلى المسلمين ، وانتشروا بعد الفتح بين نابلس والرملة.
٤) عاملة : وكانت في جنوب شرق البحر الميت عند ظهور الإسلام ، وأسوة بغيرها وقفت بداية مع الروم ، ثم انحازت إلى المسلمين. وانتقلت بعد الفتح إلى جبال الجليل الأعلى الشمالية ، فعرفت باسمها جبال عاملة (عامل). وكانت من أنصار بني أمية ، ورئيسها ثعلبة بن سلامة العاملي ، ولي جند الأردن أيام مروان بن محمد ، آخر خلفاء الأمويين ، وقتله العباسيون معه.
٥) كندة : وكانت منازلها (أيام ملكها) في دومة الجندل (الجوف) وتبوك ، ثم انتشرت في البلقاء وشرق الأردن. ومن كندة الشاعر امرؤ القيس ، وأكيدر بن عبد المالك ، صاحب دومة الجندل الذي صالح الرسول (ص) في غزوة تبوك ، والحصين بن نمير السكوني ، الذي حاصر مكة أيام الصراع بين يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير ، ورجاء بن حيوة فقيه الشام ، ووكيل عبد الملك في بناء قبة الصخرة في القدس ، وكان له دور في تأمين البيعة للخليفة الورع عمر بن عبد العزيز (٧١٧ ـ ٧٢٠ م) ، وذلك بعد موت سليمان بن عبد الملك وتصاعد التململ بين الناس على حكم بني أمية.
٦) كلب : وكانت حليفة للغساسنة ، وانتشرت من تبوك إلى دومة الجندل وبادية السماوة وأطراف الشام. وبرز منها في الإسلام زيد بن حارثة ، مولى الرسول (ص) ، وابنه أسامة بن زيد ، وكذلك دحية بن خليفة ، مبعوث الرسول (ص) إلى قيصر الروم. وقد علا شأن كلب أيام الأمويين ، فكانت لها الغلبة في جنوب الشام وجند الأردن. فتزوج معاوية ميسون بنت بحدل الكلبية ، وهي أم ابنه يزيد ، وكانت شاعرة. ومن أبرز قادتها حسان بن مالك بن بحدل الذي ولي جند فلسطين أيام معاوية ويزيد ، وإليه يعود الفضل في البيعة لمروان بن الحكم ولأولاده من بعده. وينسب إلى كلب بنو عامر الذين نزلوا المرج فعرف باسمهم ، مرج بني عامر.
ومن القبائل الأخرى التي دخلت فلسطين واستقرت بها جزئيا أو كليا : بهراء وبلي والقين وجرم وعذرة والأزد وخثعم وهمدان ومذحج والأشعريون والسكاسك وكنانة وثقيف وهذيل وغيرها.