٠٠٠ ، ٨٢ دونم للاستيطان و ٠٠٠ ، ٧٥ دونم لشركة البوتاس و ٠٠٠ ، ١٨ دونم لشركة الكهرباء ، كما حولت لها امتياز تجفيف سهل الحولة.
وزاد في الضيق الاقتصادي على السكان العرب سياسة الاستيطان الصهيوني بمقاطعة العمل العربي والمنتوجات العربية ، تحت شعار العمل العبري والسوق اليهودية ، الذي رفعته الهستدروت وعملت على تطبيقه. وحتى في أعمال الحكومة ، كان المقاولون اليهود ينحازون ضد العمال العرب ، وظهر ذلك جليّا في ميناء حيفا ، الذي بدأت الحكومة توسيعه في سنة ١٩٢٩ م. وجاء الإحباط السياسي ليفاقم الأزمة ، إذ في ٦ كانون الأول / ديسمبر ١٩٢٨ ، وصل المندوب السامي الثالث ، سير جون تشانسلر ، وهو من موظفي وزارة المستعمرات المؤيدين للصهيونية ، ولم يكن متحمسا لتشكيل حكومة تمثيلية ، فتابع سياسة سلفه في المماطلة والتسويف. وفي ٣٠ أيار / مايو ١٩٢٩ م ، نجح حزب العمال البريطاني في الانتخابات ، وتولى رامزي مكدونالد رئاسة الحكومة ، وعهد إلى الاشتراكي ، سدني وب (الذي أصبح لاحقا اللورد باسفيلد) ، بوزارة المستعمرات. وعلقت القيادة الفلسطينية الآمال عليه بتغيير السياسة البريطانية ، لكنه سارع إلى إعلان التزام حكومته بوعد بلفور. وفي المقابل ، حرك التغيير الوزاري المنظمة الصهيونية لاستباق أي تراجع عن سياسة الانتداب. فعقد المؤتمر الصهيوني السادس عشر (زوريخ آب / أغسطس ١٩٢٩ م) ، ووسّعت الوكالة اليهودية ، وارتفعت الدعوات إلى الإسراع في إعلان «الدولة اليهودية» ، وخصوصا من قبل التيار التنقيحي ، بقيادة جابوتنسكي ، الذي اعتمد سياسة الاستفزاز للعرب وحكومة الانتداب على حد سواء.
وجاءت الشرارة التي أشعلت أعمال عنف واسعة النطاق ، المعروفة باسم «ثورة البراق» ، من القدس ، في إثر صدام بين اليهود والعرب ، عند الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف ، الذي يعتبره المسلمون «حائط البراق» ، حيث ربط الرسول (ص) دابته ـ البراق ـ ليلة الإسراء والمعراج ، بينما يعتقد اليهود أنه جدار هيكل سليمان (حائط المبكى). وكان قد وقع الصدام الأول في ٢٤ أيلول / سبتمبر ١٩٢٨ م ، في يوم عيد «التاسع من آب» (عبري) ، الذي يقع في ذكرى خراب الهيكل الثاني ، إذ غيّر اليهود الوضع الذي كان قائما سابقا. فوقع صدام مع المصلين المسلمين ، الذين اعتقدوا أن اليهود يخططون للاستيلاء على الحرم الشريف وقبة الصخرة. وفي إثر الصدام ، انعقد المؤتمر الإسلامي ، الذي دعا إليه الحاج أمين الحسيني ، في القدس (٢ تشرين الثاني / نوفمبر ١٩٢٨ م) ، وحضره مندوبون من سورية ولبنان وشرق الأردن. وقرر المؤتمرون تشكيل جمعية حراسة الأماكن الإسلامية المقدسة ، وآلوا