البديهة.
وقد اتخذت تلك الشرذمة الضئيلة انكار الخاتمية اداة للفتنة وسبيل إلى هدم الإسلام ، وإضلال المؤمنين بها وتمهيداً لأهدافهم وأغراضهم الرجعية. تلك الشبهات توقفنا على مبلغ علمهم بالكتاب والسنّة ومدى إلمامهم بالأدب العربي وتوقفنا على أنّه لا هدف لهم في اختلاق هذه الشكوك ، إلاّ خدمة الاستعمار وتفريق الكلمة وهدم الصفوف الإسلامية ، وقد عرفتهم الاُمّة الإسلامية ، وعرفت نواياهم وضمائرهم كما عرفت قيمة شبهاتهم التي تتضاءل عند كل من له أدنى إلمام بالكتاب والسنّة وتجعلها في معرض البطلان.
ولإسكات ما أحدثته هده الشبهات من جلبة وتركاض وصخب وهياج ولإماطة اللثام عن حقائق ناصعة ، خفيت على من اختلقها. عقدنا هذا الفصل حتى يتجلى للقارئ الحق بأجلى مظاهره ولا يبقى للأفّاكين المتخرصين مجال للبحث والتشكيك.
لقد حسب هؤلاء المغترّون أنّ ما لفّقوه من الأوهام سينطلي على عقول أبناء الأجيال الصاعدة ، ويتقبّلونه بصدر رحب ، إلاّ أنّه خفى عنهم ، أنّ الوعي الذي تمتعت به هذه الأجيال أخذ يرد عليهم خرافتهم الباطلة ، وأنّ المستقبل الكشّاف سيكشف عن سوأتهم.
ومن جهة اُخرى أنّ بعض هذه الأوهام التي جمعوها وطلوها ربّما يخيّل للبسطاء من الناس أنّها مسائل مستحدثة ، أو دلائل جديدة إلاّ أنّها ليست إلاّ نسائج قديمة أكل عليها الدهر وشرب ، وذكرت في كتب التفسير والحديث بشكل أسئلة اُجيبت عليها بأجوبة مقنعة ناجعة ... ولكنّهم من أجل ايقاع السذج والبسطاء في حبائلهم أخذوا بالأسئلة ، وتركوا أجوبتها.
وها نحن نقف تّجاه هذه الشبهات وقفة ، نجعلها في مدحرة البطلان ونقطع الطريق على هذه العصابات المجرمة وإن طال بنا الكلام ، واتسع مقامنا مع القرّاء الكرام.