نبيّنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم خاصّة واستعراض ما جاء حولهما من المسائل والمباحث التي يجب الاعتقاد بها حسب نصوص القرآن الكريم وآياته.
نعم كان اللازم بعد البحث عن وجوده سبحانه وتوحيده هو البحث عن سائر صفاته الجمالية من علمه وقدرته وحياته إلى غير ذلك من الصفات الثبوتية ، أو البحث عن صفاته الجلالية من كونه ليس بجسم ، ولا عرض ، إلى غير ذلك من الصفات السلبية (١).
نعم كان اللازم تقديم البحث عن صفاته على بحث النبوّة ، غير أنّه لما كان أهم صفاته هو التوحيد وقد أشبعنا الكلام فيه ضمن فصول ، قدّمنا بحث النبوّة.
وإنّما اخترنا مبحث النبوّة ، بعد استيفاء البحث في توحيد الله سبحانه ، لأنّه الأصل الثاني لتحقّق الإسلام ، حيث كان الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم يقبل إسلام من يعترف بالشهادتين : الشهادة بتوحيد الله سبحانه ، والشهادة برسالة نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
نعم سنقوم ، بعد استيفاء البحث عن النبوّة ، بالبحث عن ( المعاد في يوم القيامة ) لأنّ أي مسلك ودين لا يمكن أن يصطبغ بصبغة الدين الالهي بدون الاعتقاد ب ( المعاد ).
وتدل على انحصار المهم من الاعتقاد في هذه الاُمور والاُصول الثلاثة روايات وأحاديث منها ما عن علي بن أبي طالب عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال :
« لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع : يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّي محمد رسول الله بعثني بالحق ، ويؤمن بالموت ، ويؤمن بالبعث بعد الموت ، ويؤمن بالقدر » (٢).
كما روي أنّ رجلاً من الأنصار جاء إلى رسول الله بجارية له سوداء فقال : « يا رسول الله علي رقبة مؤمنة أفأعتق هذه ؟ فقال لها رسول الله :
__________________
(١) خصصنا الجزء السادس بالبحث عن أسمائه وصفاته سبحانه كما خصصنا الجزء السابع لبيان دعوة النبىّ الأكرم وحياته في القرآن.
(٢) أخرجه الترمذي راجع جامع الاُصول ، ١ ، ص ١٤٥.