اليشكري في المعلّقة :
يدهدون الرؤوس كما تدهدى |
|
مزاورة بأبطحها الكرينا |
وقوله أيضاً :
علينا البيض واليلب اليماني |
|
وأسباب يقمن وينحنينا |
وقوله سبحانه :
( لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ) ( سبأ ـ ٣ ).
الثاني : إنّ الجملة الشرطية كثيراً ما تجيء غير ناظرة إلى الزمان ، بل لمجرد ملازمة الجزاء للشرط وترتبه عليه في أي زمان وقع الشرط ، بمعنى أنّه لابد من وقوعه عند وقوع الشرط في أي زمان ، ومنه قول القائل :
من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
والشر بالشر عند الله سيان |
ومن قوله سبحانه :
( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) ( الزلزلة ٧ ـ ٨ ).
ومنه قول زهير في معلّقته :
ومن لم يصانع في اُمور كثيرة |
|
يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم |
ومثله قوله الآخر :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة |
|
وإن خالها تخفى على الناس تعلم |
إذا تقرر هذا : فلا خفاء في أنّ حاصل الآية : أنّه مهما آتى بني آدم رسل ، يعني رسل حق ، يأتون بآيات الله ووحيه ويقصّونها في التبليغ ، فمن اتقى حسب ما جاء في الآيات ولم يعص الله بالمخالفة به وأصلح وجعل أعماله صالحة ، فلا خوف عليهم ولا يحزنون.