كذّاب مدلس ، لم تخرج اليهودية من قلبه ، تزيا بزي الإسلام فأدخل الإسرائيليات والقصص الخرافية ، في أحاديث المسلمين فلا يقام لحديثه وزن ولا قيمة ، فلنضرب عنه صفحاً.
أضف إليه أنّ الرجل لم يسنده إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا إلى الولي ، فكيف يكون حجّة ؟
ثم إننا نسأل صاحب الفرائد (١) ومن مشى مشيه ، ونقول : إنّ رسول الله قال ( بزعمكم ) : إن صلحت اُمّتي فلها يوم ... فهل صلحت الاُمّة الإسلامية في هذه القرون العشرة ومشت سبل الصلاح والسلام ، وازدهر فيهم العدل والإحسان ، أو شاع فيهم الجور والطغيان والقتل الذريع وسفك الدماء وحبس أبرياء الاُمّة واعتقالهم ونهب أموالهم ... وعند ذاك يلزم انتهاء أمد الإسلام بإنقراض خمسمائة عام ، التي هي نصف يوم ، من اليوم الربّاني ، لأنّه لم تصلح الاُمّة بعد لحوق الرسول بالرفيق الأعلى ولكن الكاتب لا يرضى به لأنّه لا يوافق ما يدعيه ويرتئيه.
وأعجب من ذلك أنّه جعل مبدأ ذلك اليوم الربّاني ( ألف عام ) العام الذي تمّت فيه غيبة ولي الله الأعظم ، الحجة بن الحسن العسكري ( عجل الله فرجه ) لا عام بعثة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أو هجرته أو وفاته ، أو سنة صدور الحديث. أو ما كانت الاُمّة العائشة في هذين القرنين ونصف من الاُمّة الإسلامية ؟! ( سله أنا لا أدري ولا المنجّم يدري ) أظنّك أيها القارئ الكريم لا يفوتك سر هذا الجعل ، وإنّه لماذا جعل مبدأ ذلك اليوم الربّاني ، عام غيبة الولي ، أعني عام ٢٦٠ من الهجرة النبوية ، ذلك العام الذي غاب فيه خاتم الأوصياء عن الأبصار إلى الوقت الذي لا يعلمه إلاّ هو سبحانه ، فقد عمد بذلك إلى أن ينطبق مبدأ خروج الباب (٢) على اختتام ألف عام (٣).
فقد خرج « الباب » وادّعى ما ادّعى ، مفتتح عام ١٢٦٠ من الهجرة النبوية.
__________________
(١) أبو الفصل الجرفادقاني.
(٢) المراد منه « علي محمد » الشيرازي الملقّب بالباب ، عند الفرق الضالّة البابية والازلية والبهائية.
(٣) فالرجل قد وضع فكرة معينة ، ثمّ أراد تصيّد الأدلّة لاثباتها ، ولكن الباحث المخلص يتجرّد عن