١. أخرج الصدوق في علل الشرائع عن ابن الوليد عن سعد (١) عن ابن عيسى (٢) عن الحسين بن سعيد ومحمد البرقي عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان النبي يقرأ الكتاب ولا يكتب (٣).
والحديث صحيح رجاله كلهم ثقاة بالاتفاق ولكنّه ظاهر ، أو محمول على عهد الرسالة لما عرفت من تنصيص الكتاب العزيز على كونه اُمّياً قبل البعثة.
٢. أخرج الصدوق في علله عن أبيه عن سعد (٤) عن عيسى عن البزنطي عن أبان عن الحسن الصيقل قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : كان مما منّ الله على نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه كان اُمّياً لا يكتب ولا يقرأ الكتاب (٥) والسند صحيح إلى البزنطي ، نعم اختلفت كلماتهم في أبان ورمَوْه بالناووسية والنسبة غير محققة ، والرجل من أصحاب الاجماع ، والحسن الصيقل مهمل في كتب الرجال لم يوصف بالوثاقة ولم يرد فيه طعن ، والحديث وإن لم يكن صحيحاً لكنّه يعتبر خصوصاً لنقل « أبان » الذي هو أحد أصحاب الاجماع عنه ، والحديث نظير ما تقدم عليه في الحمل والظهور بل أظهر من سابقه في كونه راجعاً إلى أيام نبوّته وعهد رسالته صلىاللهعليهوآلهوسلم بقرينة قوله : « كان ممّا منّ الله عزّ وجلّ به على نبيّه ».
٣. أخرج الصدوق في علل الشرائع عن أبيه عن سعد عن معاوية بن الحكيم عن البزنطي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان ممّا منّ الله عزّ وجلّ على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه كان يقرأ ولا يكتب ، فلما توجه أبو سفيان إلى « اُحد » كتب العباس إلى النبي فجاءه الكتاب وهو في بعض حيطان المدينة فقرأه ، ولم يخبر أصحابه وأمرهم أن يدخلوا المدينة ، فلما دخلوا المدينة أخبرهم (٦) والخبر صحيح إلى البزنطي وهو
__________________
(١) المراد سعد بن عبد الله.
(٢) أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي.
(٣) علل الشرائع ص ٥٣.
(٤) قد أوضحنا المراد منه ومن بعده في الحديث المتقدم.
(٥) علل الشرائع ص ٥٣ ومعاني الأخبار ص ٢٠.
(٦) علل الشرائع ص ٥٣.