كان يسعى سعياً حثيثاً معداً بعض المقدّمات التي تجعل الخصمين المدّعي والمنكر يعترفان بالواقع أمامه ثم يقضي بينهما.
ويقول السيد الطباطبائي في ( ملحقات العروة الوثقى ) حين يقول : يجوز للقاضي أن يعمل بعلمه في حل دعاوى المتخاصمين نقصد بذلك العلم الحاصل عن الطرق العادية لا العلم الحاصل عن طريق الرمل والجفر وغيرهما (١).
ولكن الذي يستفاد من الروايات أنّ الإمام المهدي ( عج ) هو الذي يحكم بين الناس بعلمه حين ظهوره فقط وذلك كما حكم نبي الله داود عليهالسلام ويقول الإمام الباقر عليهالسلام في هذا الصدد : « إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود عليهالسلام لا يسأل عن بيّنة » (٢).
هذا وقد طال بنا الوقوف في المقام وذلك لقلع جذور الشبهة عن أذهان الشباب ، وإن كان أعداء آل البيت يبثّون كل يوم جذور الشك ولكن نور المعرفة لا يفتأ متبلجاً ، والحقائق الراهنة لا تزال متأرجة وسحب الشبه وإن أطلّت على الاُمّة ردحاً من الزمن ، لكنّها تكتسح بشمس المعرفة.
أراها وإن طالت علينا فإنّها |
|
سحابة صيف عن قليل تقشع |
نعم قام لفيف من علمائنا بتأليف كتب ثمينة حول علم النبي والإمام سدوا بها الفراغ بعض السد ودونك ما وقفنا عليه :
١. المعارف السلمانية بمراتب الخلفاء الرحمانية ، طبع بإيران على الحجر عام ١٣١٣ هجرية قمرية للعلاّمة السيّد عبد الحسين النجفي الشيرازي ( قدّس الله سرّه ) له ترجمة ضافية في طبقات أعلام الشيعة ج ٣ ص ١٠٤٨.
٢. الالهام في علم الإمام ، للعلاّمة الشيخ محمد علي الحائري السنقري طبع في
__________________
(١) ملحقات العروة ج ٢ ص ٣١.
(٢) وسائل الشيعة ج ١٨ ص ١٦٨.