٢. قد شكا خباب بن الارت إلى النبي وكان هو متوسّد بردة له في ظل الكعبة فقال له : ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا ؟ فقال النبي ـ مشيراً إلى ألوان التعذيب التي كانت تحل بالمؤمنين في الاُمم السالفة ـ : « والله ليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير المراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلاّ الله أو الذئب على غنمه ولكنّكم تستعجلون » رواه البخاري وأبو داود في الجهاد وبهذا المضمون أحاديث كثيرة (١).
٣. تنبّأ النبي بالمستقبل المظلم الذي يواجهه الخويصرة رئيس الخوارج والمارقين وهو الذي قال لرسول الله : « اعدل » فقال رسول الله : ويلك من يعدل إن لم أعدل ؟ قد خبت وخسرت إن لم أعدل ، فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله أتأذن لي فيه أضرب عنقه ؟ قال : دعه فإنّ له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء (٢) وللحديث صور اُخرى نقلها في التاج (٣).
٤. وقد تنبّأ صلىاللهعليهوآلهوسلم بكذّاب ثقيف وقتال الروم وفتح القسطنطينية وغيره من علامات خروج المهدي وقد جمعها صاحب التاج في كتاب الفتن ، فراجع الجزء الخامس ص ٢٩٦ ـ ٣٢٦ تجد فيها من التنبّؤات ما لا يحصى.
٥. تنبّأ رسول الله بقتل علي بسيف أشقى الأوّلين والآخرين وهو يبكي ، فقال علي : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال : يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك وقد انبعث أشقى الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ثمود فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك (٤) وهو أخبر في كلامه هذا عن عدة مغيبات من أنّ علياً لا يموت بحتف أنفه ، بل يقتل في شهر رمضان ، في حال الصلاة ، بالسيف ،
__________________
(١) راجع التاج الجزء الثالث ص ٢٥٧.
(٢) المصدر نفسه ج ٥ ص ٢٨٦ كتاب الفتن.
(٣) المصدر نفسه ج ٥ ص ٢٩٥.
(٤) عيون أخبار الرضا ج ١ ص ٢٩٧ ، تاريخ بغداد ج ١ ص ١٣٥ الكامل للمبردج ٢ص ١٣٢ ، نهج البلاغة ، عبده ، الخطبة ١٥١.