عليهالسلام في الجزء العاشر من تفسيره القيم « الميزان » فقال :
المعروف عند الشيعة عموم رسالته عليهالسلام وأمّا أهل السنّة فمنهم من قال بعموم رسالته مستنداً إلى ظاهر الآيات الناطقة لشمول الطوفان لأهل الأرض كلّهم كقوله سبحانه : ( رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ) ( نوح ـ ٢٦ ) ، وقوله تعالى : ( لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ ) ( هود ـ ٤٣ ) وقوله : ( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ) ( الصافات ـ ٧٧ ).
وما ورد في الصحيح من حديث الشفاعة : أنّ نوحاً أوّل رسول أرسله الله إلى أهل الأرض ، ولازم ذلك كونه مبعوثاً إليهم كافة.
ومنهم من أنكر ذلك مستنداً إلى ما ورد في الصحيح عن النبي : « وكان كلّ نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة ».
وأجابوا عن الآيات بأنّها قابلة للتأويل فمن الجائز أن يكون المراد بالأرض هي التي كان يسكنها نوح وقومه ، وهي وطنهم كقول فرعون لموسى وهارون : ( وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ ) ( يونس ـ ٧٨ ).
فمعنى الآية الاُولى : لا تذر على هذه الأرض من كافري قومي ديّاراً ، وكذا المراد بالثانية : « لا عاصم اليوم لقومي من أمر الله » وكذا المراد بالثالثة : « وجعلنا ذريته هم الباقين » من قومه.
ثم انّه ـ قدّس الله سرّه ـ أفاد أنّه لم يستوفوا حق الكلام في هذا البحث ... ثم اختار هو عمومية نبوّته ورسالته بتقديم مقدمة حاصلها :
أنّ الواجب في عناية الله أن يهدي الانسان إلى سعادة حياته وكمال وجوده على حد ما يهدي سائر الأنواع إليه ، ولا يكفي في هدايته ما جهز به الإنسان من العقل البشري ، بل لابد من طريق آخر لهدايته وسوقه إلى قمة الكمال وهو تعليم الإنسان شريعة الحق ، ومنهج الكمال والسعادة ، وهو طريق الوحي ، وهو نوع تكليم إلهي يعلم الانسان ما يفوز بالعمل به ، والاعتقاد به في حياته الدنيوية والاخروية فطريق النبوّة ممّا لا