ولم تحصل لنا الإحاطة بكل من بعثه الله إلى الاُمم ، وقيّضهم لهداية الناس.
وقد روى الفريقان عن النبي أنّ عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً وقد جاء في التواريخ والأدعية قسم كبير من أسماء الأنبياء لا نعرف عن أحوالهم إلاّ شيئاً يسيراً فلعلّه كانت هناك جماعة كبيرة وعظيمة من الأنبياء مبعوثين إلى هداية الناس ودعوتهم إلى الله من دون أن نسمع لهم ذكراً أو نعرف لهم حالاً وقد سأل السائل صادق الاُمّة وإمامها وقال : فاخبرني عن المجوس أفبعث الله إليهم نبياً فانّي أجد لهم كتباً محكمة ومواعظ بليغة وأمثالاً شافية يقرّون بالثواب والعقاب ولهم شرائع يعملون بها ؟
قال عليهاالسلام : ما من اُمّة إلاّ خلا فيها نذير وقد بعث إليهم نبياً بكتاب من عند الله فأنكروه ومجدوا كتابه (١).
فلو كانت نبوّة المجوس بعد موسى وقبل المسيح لما أمكن أن تكون نبوّة موسى عالمية.
__________________
(١) الاحتجاج ج ٢ ص ٩١.