حار بن كعب ألا أحلام تزجركم |
|
... |
ببناء أحلام على الفتح ، ويكون معناها مع الهمزة حينئذ الاستفهام نحو : ألا رجل في الدّار ، والعرض : ألا نزول عندنا ، والتمنّي نحو : ألا ماء أشربه (١) ، فيبنى رجل ونزول وماء في هذه المواضع مع لا على الفتح ، كما كان قبل دخول الهمزة ، وأمّا قول الشاعر : (٢)
ألا رجلا جزاه الله خيرا |
|
يدلّ على محصّلة تبيت |
فرجل منصوب بفعل مضمر ، أي ألا ترونني رجلا ، وألا في هذا الموضع للتحضيض بمنزلة هلّا ، أي هلّا ترونني رجلا (٣).
ونعت المبني (٤) إذا كان نعتا أوّلا مفردا يلي المنعوت يجوز فيه (٥) بناؤه على الفتح ، نحو : لا رجل ظريف ، لأنّ الموصوف والصفة كالشيء الواحد ، ويجوز إعرابه بالرّفع حملا على محلّ المبني ، نحو : لا رجل ظريف لأنّ لا مع المبني في محلّ الرفع بالابتداء ، ويجوز إعرابه بالنصب حملا على لفظ المبني ، نحو : لا رجل ظريفا (٦) واحترز بقوله : نعت المبني ، عن نعت المعرب ؛ فإنّه لا يكون إلّا معربا منصوبا. نحو : لا غلام رجل ظريفا في الدار ، وبقوله : أوّلا ، عن النّعت الثاني وما بعده (٧) لأنّه لا يكون إلّا معربا نحو : لا رجل ظريف عاقلا وعاقل في الدار ، وبقوله : مفردا ، عن
__________________
فرخمه ، الجوف : جمع أجوف وهو الواسع ، أو الذي لا رأي له ولا حزم ، الجماخير : جمع جمخور كعصفور وهو الضعيف العقل.
(١) الكتاب ٢ / ٢٠٧ ـ ٣٠٩ وشرح التصريح ١ / ٢٤٥.
(٢) البيت لعمرو بن قنعاس المرادي المذحجي وقد رواه السيوطي في شرح شواهد المغني منسوبا له ، ١ / ٢١٤ ـ ٢ / ٦٤١ ، وورد البيت من غير نسبة في الكتاب ، ٢ / ٣٠٨ والنوادر ، ٥٦ وشرح المفصل ، ٢ / ١١٠ وشرح الكافية ، ١ / ٢٦٢ ولسان العرب ، حصل ، ومغني اللبيب ، ١ / ٦٩ ـ ٢٢٥ ـ ٢ / ٦٠ وشرح الشواهد ، ٢ / ١٦ وشرح الأشموني ، ٢ / ١٦٠. المحصّلة : المرأة التي تحصّل تراب المعدن.
(٣) هذا مذهب الخليل وسيبويه ، قال في الكتاب ، ٢ / ٣٠٨ «وسألت الخليل رحمهالله عن قوله :
ألا رجلا ... فزعم أنه ليس على التمني ولكنه بمنزلة قول الرجل فهلّا خيرا من ذلك كأنه قال ألا تروني رجلا جزاه الله خيرا ، وأما يونس فزعم أنه نون مضطرا».
(٤) الكافية ، ٣٩٧.
(٥) غير واضحة في الأصل.
(٦) الكتاب ٢ / ٢٨٨ ـ ٢٩٠.
(٧) في الأصل وما بعد.