تاكنّ ، ومثال المثنّى المذكّر مشارا إليه معهم : ذانك ، ذانك ، ذانكما ، ذانكم ، ذانكنّ ، وفي النصب والجر : ذينك ذينك ذينكما ذينكم ذينكنّ ، ومثال المثنّى المؤنّث : تانك ، تانك ، تانكما ، تانكم ، تانكنّ ، وفي حالة النصب والجرّ ، تقول : رأيت تينك ، تينك ، تينكما تينكم تينكنّ ، ومررت بتينك إلى تينكنّ ومثال مجموع المذكّر والمؤنّث ، مشارا إليهما مع المخاطبين المذكورين ، أولاك أولاك أولاكما أولاكم أولاكنّ وقد نقل النيليّ جواز فتح كاف الخطاب في ذلك كلّه وهو غريب قال : إنّ ذلك نقله الثقات من غير إلحاق علامة تثنية ولا جمع ولا غير ذلك بل يفرد ويذكّر على كل حال (١) واعلم أنّهم لم يقولوا : ذاه ذاهما ذاهم لأنّ الهاء للغائب ، والغائب لا يصحّ تنبيهه على الحاضر ، بل الحاضر ينبّه على الغائب.
واعلم أنّ قولك في التثنية ذان ليس بتثنية ذابل هو صيغة تفيد التثنية كأنتما (٢) فكما أنّ أنتما ليس بتثنية أنت فكذلك ذان ليس بتثنية ذا لأنّه لو كان تثنية ذا ، لقيل : ذوان ، لأنّ التثنية من شأنها أن تردّ ما كان محذوفا من المفرد نحو : أبوان وأخوان ودميان ورحيان ، ولأنّ تثنية المعرفة توجب تنكيرها غالبا ، وذان معرفة ، ومنهم من يجعل مثنّى أسماء الإشارة على كلّ حال بألف (٣) وعليه قوله تعالى : (قالُوا : إِنْ هذانِ لَساحِرانِ)(٤) واعلم أنّ قولنا : يلحق بأوائلها حرف التنبيه ليس على إطلاقه ،
__________________
(١) قال النيلي في شرح الكافية ، المخطوط الورقة ، ١٥٢ «و : وإن ثقل عليك ذلك وهو مراعاة عدة أحوال المخاطبين فعليك باللغة التي نقلها الثقات ، وهو فتح الكاف على كلّ حال ، من غير إلحاق علامة تثنية ولا جمع ولا غيرهما بل تفرد وتذكّر على كل حال» ونقل الأزهري ـ من غير نسبة ـ هذا الرأي فقال : ودون هذا أن تفتح مطلقا ولا تلحقها علامة تثنية ولا جمع. وانظر شرح التصريح ، ١ / ١٢٨ وحاشية الصبان على شرح الأشموني ١ / ١٤٢.
(٢) هذا رأي ابن الحاجب قال في شرح الكافية ، ٢ / ٥١١ «وقد توهم بعض القاصرين أنه إعراب ، وإنما هي صيغ موضوعة للمرفوع والمنصوب» ، وإلى ذلك أشار الرضيّ أيضا فقال في شرح الكافية ، ٢ / ٣١ وذان صيغة مرتجلة غير مبنية على واحده ولو بنيت عليه لقيل : ذيان ، فذان صيغة للرفع وذين صيغة أخرى لنصب والجر ، وانظر إيضاح المفصل ، ١ / ٤٧٩.
(٣) وهي لغة بلحارث بن كعب ، وبطون من ربيعة وخثعم وزبيد وبني العنبر وبني الهجيم وبكر بن وائل وهمدان وعذرة ، شرح المفصل ٣ / ١٢٨ وشذور الذهب ، ٤٦ وشرح التصريح ١ / ١٢٧.
(٤) من الآية ٦٣ من سورة طه قرأ نافع وابن عامر ، وأبو بكر وحمزة والكسائي بتشديد إن ، وهذان بالألف وتخفيف النون. وقرأ ابن كثير بتخفيف إن وهذان بالألف مع تشديد النون ، وقرأ حفص كذلك إلا أنه ـ ـ خفف نون هذان ، وقرأ أبو عمرو وحده إن بالتشديد وهذين بالياء. انظر السبعة ٣٨٨ والكشف ، ٢ / ٦٣ والإتحاف ، ٣٠٤.