يقال على الواحد والكثير بلفظ واحد ، فتقول عن أسد واحد وعن جماعة أسود ، هذا أسامة مقبلا ، وعلم الشخص ليس كذلك ، فإنّك تقول عن الواحد : زيد ، وعن الجماعة زيدون ، والفرق بين علم الجنس واسم الجنس ، أنّ اسم الجنس يقبل اللّام ، فتقول : أسد وعسل وماء ، والأسد والعسل والماء ، وعلم الجنس لا يقبل اللّام فلا يقال الأسامة (١) وكذلك ما أشبهه من أعلام المعاني وغيرها.
وأمّا علم المعاني : فإنّهم كما وضعوا للأعيان أعلاما وضعوا للمعاني أيضا أعلاما (٢) وهي في المعنى بمنزلتها في باب أسامة ، فسمّوا التسبيح سبحان (٣) ، والذي يدلّ على أنه علم أنّه ورد في كلامهم غير منصرف ، ومنه قول الشّاعر : (٤)
... |
|
سبحان من علقمة الفاخر |
وليس فيه غير الألف والنون ، وهما في غير الصفات لا يمنعان الصرف إلّا مع العلميّة ، فوجب القول بها ، ولا يستعمل سبحان علما إلّا قليلا فإن أكثر استعماله مضافا (٥) ، وإذا كان مضافا فلا يكون علما ، لأنّ الأعلام لا تضاف وهي أعلام ، لأنّ المعرفة لا تضاف ، وسمّوا الفجور بفجار ، والذي يدلّ على أن فجار علم ، أنّ مدلوله الفجرة ، والفجرة معرفة فوجب أن يكون فجار معرفة ، وتعريفه إنّما هو بالقصد ، والقصد هو الذي نعني (٦) به العلميّة (٧).
__________________
(١) حاشية الصبان ، ١ / ١٣٤.
(٢) الخصائص ، ٢ / ١٩٧ وشرح المفصل ، ١ / ٢٧.
(٣) المفصل ، ١٠.
(٤) هذا عجز بيت للأعشى وصدره :
أقول لمّا جاءني فخره
ورد في ديوانه ، ١٩٣ وروى منسوبا له في الكتاب ، ١ / ٣٢٤ وأمالي ابن الشجري ، ١ / ٣٤٧ ـ ٢ / ٢٥٠ وشرح المفصل ، ١ / ٣٧ ـ ١٢٠ وخزانة الأدب ، ٣ / ٣٩٧ وروي من غير نسبة في المقتضب ، ٣ / ٢١٨ ومجالس ثعلب القسم الأول ، ٢١٦ والخصائص ، ٢ / ١٩٧ ـ ٣ / ٣٢ وهمع الهوامع ، ١ / ١٩٠.
(٥) إيضاح المفصل ، ١ / ٨٨ ـ ٨٩ والنقل منه مع اختلاف يسير وكذا ما يأتي
(٦) في الأصل يعني.
(٧) شرح المفصل ١ / ٣٧ وإيضاح المفصل ، ١ / ٩٠.