خير من امرأة ، وهو باطل (١) والأولى أن يقال في أعلام ، الأعداد / إنّها نكرات لا أعلام وإنّما جاز الابتداء بها على تقدير حذف المضاف ، ويكون المضاف المقدّر «كلّ» وشبهه ، بحيث يكون التقدير ، كلّ ستّة ضعف ثلاثة ، كما في كلّ نكرة قامت قرينة على أن حكمها غير مختص في جنسها مثل : تمرة خير من جرادة لكونه بمعنى كلّ تمرة ، بناء على أنّ الخيريّة ليست مخصوصة بتمرة واحدة (٢) والمحققون من المتأخرين قالوا : الحقّ أن يقال إنّ أعلام الأعداد أعلام لماهيّاتها (٣) لأنّها من أعلام الجنس التي هي أعلام لماهيّاتها المخصوصة الغير المتناولة لغيرها ، والماهيّة لا تقدّر بالكلّ ولا توصف به ، لأنّه شيء واحد ، وحينئذ لا يلزم الابتداء بنكرة ، ولا منع الصّرف بعلّة واحدة ، ولا عموم النكرة في الإثبات ، لكونها أعلاما للماهيّات على ما ذكر آنفا فالقول بعلميتها حينئذ هو الأولى.
وأمّا علم الكنى (٤) : فمنه ما يكنى به عن أعلام الأناسي ، نحو : فلان وفلانة وأبو فلان وأمّ فلان ، والدليل على علميته امتناع إضافته ، وامتناع دخول لام التعريف عليه ، إلّا أنّ وضعه ليس كوضع العلم الشخصي في الدلالة على مسمّى معيّن بل كوضع العلم الجنسي ، لإطلاقه كناية على كلّ علم ، ومدلوله الاسم لا نفس المسمّى ، ومنه ما يكنى به عن البهائم ، لكن يلزمه اللّام لنقصانه عن علم الأناسي نحو : الفلان والفلانة (٥) وأمّا هن وهنة فليسا كنايتين عن الأعلام على الأصحّ وإنّما يكنى بهما عن أسماء الأجناس (٦).
وأمّا علم الأوزان (٧) : أي علم الأمثلة التي توزن بها الكلم ، فهي إنّما وقعت
__________________
(١) إيضاح المفصل ، ١ / ٩٤.
(٢) المرجع السابق ، ١ / ٩٤.
(٣) تسهيل الفوائد ٣٢ وهمع الهوامع ١ / ٧٤.
(٤) المفصل ، ١٥.
(٥) إيضاح المفصل ، ١ / ١٠٧ وانظر التسهيل ، ٣٢.
(٦) هن للمذكر وهنة للمؤنث ، وذهب أبو عمرو إلى أنهما كنايتان عن علم ما لا يعقل ، وقال بعضهم : عن علم ما يعقل. شرح المفصل ١ / ٤٨ وشرح الكافية ، ٢ / ١٣٧ وهمع الهوامع ، ١ / ٧٤.
(٧) المفصل ، ١١.