الزيادة ، فهو مفضّل عليهم باعتبار الزيادة على أصل الفضل (١).
والمعنى الثاني : (٢) أن يقصد به زيادة مطلقة أي غير مقيّدة (٣) بأصل مشترك فيه ، بل هو زائد على من أضيف إليه / مجموع تلك الصّفة ، أي هو منفرد بها ، ويضاف للتوضيح لا للتفضيل ، أي ليتضح أنّ الصفة مخصوصة به دون المضاف إليهم ، كما يضاف ما لا تفضيل فيه نحو حسن قريش (٤) وإذا أضيف أفعل التفضيل بالمعنى الأوّل وهو أن يقصد به الزيادة على من أضيف إليه ، يمتنع : يوسف أحسن إخوته ، لأنّ شرط هذه الإضافة أن يكون المفضّل بعضا من المفضّل عليه ويوسف ليس هو بعض إخوته ، فيمتنع كما امتنع : زيد أفضل الحجارة ، لأنّه ليس منها بخلاف الياقوت أفضل الحجارة ، والتحقيق أن يقال : إنّ يوسف خرج حينئذ عن الحسن بإضافة إخوته إلى ضميره ، إذ القاعدة أنّ المعنى إذا قصد ثبوته للمضاف عند الإضافة خرج المضاف إليه عن ذلك المعنى ، بدليل قولهم : جاءني إخوة يوسف ، فإنّ يوسف خرج عن المجيء الذي قصد ثبوته للإخوة ، لكن يجوز يوسف أحسن إخوته إذا أضيف أفعل التفضيل بالمعنى الثاني وهو أن يقصد بإضافته الزيادة من غير نظر إلى أصل مشترك كما ذكرنا (٥). أعني أن يضاف للتوضيح لا للتفضيل فقولك : يوسف أحسن إخوته ، معناه حسن إخوته مثل : حسن قريش ، ومنه قولهم لنصيب (٦) «أنت أشعر أهل بلدتك» أي شاعرهم ، لأنّ نصيبا كان حبشيّا ولم يعلم في الحبش شاعر سواه ، ومنه قولهم : النّاقص والأشجّ أعدلا بني مروان» أي عادلا بني مروان (٧) واعلم
__________________
(١) الظاهر أن أبا الفداء ينقل من شرح الكافية ، لابن الحاجب ٢ / ٦٤٠ وانتهى النقل هنا بتصرف.
(٢) الكافية ، ٤١٤.
(٣) في الأصل غير مفيدة.
(٤) كذا في الأصل وفي شرح الوافية ، ٣٣٣ «كما يضاف ما لا تفضيل فيه كحسن وقبيح» والمذكور هنا أوضح.
(٥) شرح الكافية ، ٢ / ٢١٦ وهمع الهوامع ، ٢ / ١٠٣.
(٦) هو نصيب بن رباح مولى عبد العزيز بن مروان ، شاعر مشهور والخبر كما رواه ابن سلام في طبقاته ، ٢ / ٦٧٥ أنّ جريرا مرّ به وهو ينشد ، فقال له : اذهب فأنت أشعر أهل جلدتك وكان نصيب أسود ، فقال :
وجلدتك يا أبا حزره. وانظر أخباره وترجمته في الأغاني ، ١ / ٣٠٥ ـ ٣٤٤.
(٧) لأنه لم يشاركهما أحد من بني مروان في العدل ، والناقص هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك من مروان سمي بذلك لأنه نقص الناس العشرات التي زادها الوليد وقررهم على ما كانوا عليه أيام هشام والأشج