الظاهر فتقول : نعم الرجل رجلا زيد ، وهو جمع بين المفسّر والمفسّر ، لكن جوّز لتأكيد الظاهر وللتنبيه على أنّ هذا هو الأصل» (١).
٦ ـ ابن كيسان المتوفى ٢٩٩ هـ
أ ـ قرر أبو الفداء أن ألفاظ التوكيد المعنوي تأتي تالية لأجمع ، وقد ذهب ابن كيسان إلى جواز الابتداء بكل واحد منها ، قال أبو الفداء عارضا رأي ابن كيسان في ذلك : «وللمعنوي ألفاظ معدودة وهي نفسه وعينه وكلاهما وكلتاهما وكلّ وأجمع وأكتع وأبتع وأبصع وهي تالية لأجمع لأنها لا تتقدّم عليه لكونها توابع لها خلافا لابن كيسان ، فإنه جوّز الابتداء بكلّ واحد منها» (٢).
٧ ـ الزجاج المتوفى ٣١١ هـ
أ ـ خالف أبو الفداء الزجاج في رأيه القائل بأن زيدا منصوب على البدل من لفظ أحد في مثل قولنا : لا أحد في الدار إلا زيدا ، والجمهور على رفع زيد على البدل من المحلّ ، قال أبو الفداء : «لا أحد في الدار إلا زيد ولا إله إلّا الله بالرفع على البدل من المحلّ ولا يجوز النصب على البدل من لفظ أحد وإله ، خلافا للزجاج ، وإنما تعيّن البدل من المحلّ دون اللفظ لأنّ العامل لفظا لما كان (لا) وهي إنما تعمل للنفي وما بعد «إلّا» إذا وقع في سياق النفي كان مثبتا ، والبدل في حكم تكرير العامل ، فلو قدّرت بعد «إلّا» لزم الجمع بين المتناقضين لأنّ (لا) تقتضي نفي ما بعدها ، «إلّا» تقتضي إثباته» (٣).
ب ـ غلب على أبي الفداء عرض آراء الزجاج ، من ذلك نقله لرأيه المانع فيه تقديم حقا في نحو قولنا : حقّا زيد قائم ، قال أبو الفداء : «قال الزجاج ولا يجوز تقديم حقا كقولك : حقا زيد قائم قال : فإن وسطته فقلت : زيد حقا قائم جاز ذلك ... ولم يذكر سيبويه امتناع تقديمه» (٤).
__________________
(١) الكناش ، ٢ / ٥٤ والكتاب ٢ / ١٧٥ ـ ١٧٩ والمقتضب ، ٢ / ١٤٨ وشرح المفصل ، ٧ / ١٣٢.
(٢) الكناش ، ١ / ٢٣٢ ، وشرح الكافية ، ١ / ٣٣٦ وهمع الهوامع ، ٢ / ١٢٣.
(٣) الكناش ، ١ / ١٩٩ والمغني ، ٢ / ٥٦٣ وشرح التصريح ، ١ / ٣٥١ والهمع ، ١ / ٢٢٤.
(٤) الكناش ، ١ / ١٥٨ والكتاب ، ١ / ٣٧٩ وشرح المفصل ، ١ / ١١٦ وشرح الكافية ، ١ / ١٢٥.