ربيعة ولم يسمع اشتقاق اسم مفعول.
ورأيت في «شرح ابن هارون التونسي على مختصر ابن الحاجب» (١) في باب الأذان عن المطرز في كتاب «اليواقيت» : الأفعال التي نحتت من أسمائها سبعة : بسمل في بسم الله ، وسبحل في سبحان الله ، وحيعل في حي على الصلاة ، وحوقل في لا حول ولا قوة إلا بالله ، وحمدل في الحمد لله ، وهلّل في لا إله إلا الله ، وجيعل إذا قال : جعلت فداك ، وزاد الطّبقلة في أطال الله بقاءك ، والدّمعزة في أدام الله عزك.
ولما كان كثير من أئمة الدين قائلا بأنها آية من أوائل جميع السور غير براءة أو بعض السور تعين على المفسر أن يفسر معناها وحكمها وموقعها عند من عدوها آية من بعض السور. وينحصر الكلام عليها في ثلاثة مباحث. الأول : في بيان أهي آية من أوائل السور أم لا؟. الثاني : في حكم الابتداء بها عند القراءة. الثالث في تفسير معناها المختص بها.
فأما المبحث الأول فهو أن لا خلاف بين المسلمين في أن لفظ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) هو لفظ قرآني لأنه جزء آية من قوله تعالى : (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) [النمل : ٣٠] كما أنهم لم يختلفوا في أن الافتتاح بالتسمية في الأمور المهمة ذوات البال ورد في الإسلام ، وروي فيه حديث : «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع» لم يروه أصحاب «السنن» ولا «المستدركات» ، وقد وصف بأنه حسن ، وقال الجمهور إن البسملة رسمها الذين كتبوا المصاحف في أوائل السور ما عدا سورة براءة ، كما يؤخذ من محادثة ابن عباس مع عثمان ، وقد مضت في المقدمة الثامنة ، ولم يختلفوا في أنها كتبت في المصحف في أول سورة الفاتحة وذلك ليس موضع فصل السورة عما قبلها ، وإنما اختلفوا في أن البسملة هل هي آية من سورة الفاتحة ومن أوائل السور غير براءة ، بمعنى أن الاختلاف بينهم ليس في كونها قرآنا ، ولكنه في تكرر قرآنيتها كما أشار إليه ابن رشد الحفيد في «البداية» ، فذهب مالك والأوزاعي وفقهاء المدينة والشام والبصرة ـ وقيل باستثناء عبد الله بن عمرو ابن شهاب من فقهاء المدينة ـ إلى أنها ليست بآية من أوائل السور لكنها جزء آية من سورة النمل ، وذهب الشافعي في أحد قوليه وأحمد وإسحاق وأبو ثور وفقهاء مكة والكوفة غير أبي حنيفة ، إلى أنها آية في
__________________
(١) رقم ١٠٥٢٠ بالمكتبة الصادقية (العبدلية) بتونس.