أنس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم من واد ولا أنفقتم من نفقة إلا وهم معكم فيه» ، قالوا : يا رسول الله! وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال : «حبسهم العذر» (١).
قرأت بخط محمد بن محمد بن الحراني الشاهد قال : توفي علي بن انوشتكين الجوهري في يوم الجمعة سابع عشري رجب من سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ، ودفن يوم السبت بباب أبرز.
كان والده من موالي نصر بن العطار الحراني التاجر ، وولد على هذا ببغداد ونشأ مع أولاد سيده ، وتعلم الخط ، وسمع الحديث وقرأ الأدب ، وكتب على خطوط الكتاب حتى صار يضرب المثل بحسن خطه ، وكان شابا مليح الصورة ، وكاتبا سديدا بليغا فاضلا ، له النظم والنثر والإنشاء الحسن ، سافر إلى ديار مصر وأقام بها ، وتصرف هناك في الأعمال الديوانية ، وكانت نفسه تسمو إلى الوزارة.
أنشدني أبو الفضل زهير بن محمد بن علي الكاتب بالقاهرة أنشدني أستاذي أبو الحسن علي بن بدر العطاردي البغدادي بقوص :
أعد القمح وادخره |
|
ولو للفأر والسوسه |
ومن لم يدخر قمحا |
|
فقد أصبح معلوسه |
سمعت أبا طاهر إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي بدمشق يقول : كتب علي بن بدر العطاردي بخطه المليح لابن الدوري الشاعر المصري قصائد من شعره ، مدح بها الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب فاستحسنه ابن الدوري وكتب إليه مادحا له بهذين البيتين من شعره:
يا ابن بدر علوت في الخط قدرا |
|
عند ما قايسوك بابن هلال |
جاء يحكي أباه في النقص حتى |
|
[جئت] (٢) تحكي أباك عند الكمال |
__________________
(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢٥١٨. ومسند أحمد ٣ / ١٦٠ ، ٢١٤. والسنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٢٤.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.