أنت سؤلي بعد ربي |
|
وهو سر الخلق بك |
طال أمري جل عسري |
|
إنما التيسير بك |
وبقيت (١) الدهر نعطي |
|
سؤله الآمل بك |
وأبو الفضل فيعلو |
|
كلما يرجوه بك |
ذميما (٢) في ظل عيش |
|
دائر الأفلاك بك |
فترى فيه سرورا |
|
ويرى ذلك بك |
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال : كتب إلى السيد أبو الغنائم حمزة بن هبة الله بن محمد بن الحسين العلوي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشادياخي (٣) قراءة عليه قال : سمعت الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ يقول : سمعت علي بن أحمد ابن أسد الأديب البغدادي يقول : حدثني غير واحد من مشايخنا بالعراق يسندونه إلى عبد الله بن طاهر أنه (٤) كتب من خراسان إلى أمير المؤمنين المأمون :
بسم الله الرحمن الرحيم : بعدت داري عن (٥) ظل أمير المؤمنين ، وإن كنت كيف تصرفت بي الأمور لا وثقنا إلا به ، وقد أسند إلى حضرة أمير المؤمنين شوقي لأتشرف (٦) لخدمته وأتجمل بمجلسه وأتزين لخطابه ، وألقح عقلي بحسن آدابه ، ولا شيء آثر عندي من قربه ، وإن كنت في سعة عيش وهبة الله لي به ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ورود حضرته لأجدد عهد المنعم عليّ ، وأتهنأ بنعمة أسداها إلى فعل محسنا إن شاء الله.
فلما قرأ أمير المؤمنين كتابه وقع فيه «قربك يا أبا العباس! إلى حبيب وأنت مني حيث كنت على قريب ، وإنما بعدت دارك نظرا لك وسموا بك ورغبة فيك ، فاتبع قول الشاعر :
__________________
(١) في (ب) : «وتقيت».
(٢) هكذا في الأصول.
(٣) في (ب) ، (ج) : «الشادباجى».
(٤) في الأصل : «وبه كتب».
(٥) في (ج) : «من ظل».
(٦) في الأصل ، (ب) : «لا يشرق» وفي (ج) : «لا يسرق».