الدهر يوماه بؤساه وأنعمه |
|
عن غير (١) قصد فلا تحمد ولا تلم |
لا تحمد الدهر في سراء يصنعها |
|
فلو أردت دوام البؤس لم يدم |
سألت أبا الحسن بن ملاعب عن مولده ، فقال : في يوم الاثنين حادي عشر المحرم سنة أربع وثلاثين وخمسمائة ، توفي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من صفر سنة إحدى وستمائة ودفن من الغد بمشهد الندور (٢).
وكان أصغر من أخيه الإمام الظاهر بأمر الله بسنين ، كان شابا ظريفا لطيفا سمحا جوادا كثير الصدقة والمعروف ، يكتب خطا مليحا ، رأيت بخطه مصحفا جامعا للقرآن ، قد وقفه بمشهد موسى بن جعفر بمقابر قريش ، أقطعه والده الإقطاعات الكثيرة ، واشترى له المماليك الترك ، وأذن له في الركوب بالحشم والخدم على عادته إذا ركب ، فامتدت الأعين إليه وتعلقت الآمال به ، فاستلبته يد المنون في عنفوان شبابه وكان حسنه وعلو شانه فتوفي عن مرض أيام قلائل في ضحوة يوم الجمعة (٣) العشرين من ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وستمائة ، وحضر أرباب الدولة والعلماء بدار الخلافة للصلاة عليه ، فصلى عليه هناك ، وحمل إلى تربة الجهة أم والده فدفن إلى جانبها ، وكان يوما مشهودا.
من أهل يزد (٤) ، سمع الحديث من أبي علي الحسين بن الحسن بن محمد بن جواشير (٥) وأبي المكارم محمد بن علي بن الحسن المقرئ وأبي عبد الله محمد بن
__________________
(١) في (ج) : «من غير».
(٢) في (ج) : «الندر».
(٣) في (ج) والأصل : «الاثنين».
(٤) في الأصل : «مزد» ، وفي (ب) ، (ج) : «مرو».
(٥) في الأصل ، (ج) : «حواشير».