ليعود جوك في المنازل عقله الس |
|
اوي ومنتجع الفطين الآهل |
وعلى الكثيب مجمر من نبهه |
|
كالبدر من حسن وليس بآفل |
حجبوه بالبيض الفواصل ما دروا |
|
من حسنه وسيوفهم كالفاصل |
رشأ كان لحاظه مطرودة |
|
قدمت بها عرضا [و] جنبه باسل |
فكأن سحر بلاغة في لفظه |
|
أخذ يعقدها نوافث نابل |
عوفيتموا ومن العجائب مغرم |
|
يدعو غراما بالشفاء لقاتل |
سمعت أبا عبد الله الواسطي يقول : سألت أبا منصور بن أبي سالم عن مولده ، فقال: ولدت ببغداد في يوم الاثنين ثاني عشري شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة بباب الأزج.
من أهل الحلة السيفية ، كان أديبا فاضلا مبرزا في علم اللغة والنحو ، وله مصنفات كثيرة في ذلك ، وله إنشاد وخطب ومقامات ونظم ونثر كثير جيد ، لكنه كان أحمق قليل الدين رقيعا ، يستهزئ بالناس ولا يحترم أحدا ، ولا يعتقد أن في الدنيا مثله وكان ولا يكون أبدا ، قدم بغداد في صباه ، وأقام بها مدة يقرأ الأدب على أبي محمد بن الخشاب وغيره حتى برع في ذلك ، ثم إنه سافر إلى بلاد الجزيرة والشام ، فورد حلب ودمشق وغيرها من البلاد ومدح الملوك ، ثم إنه دخل ديار بكر ، وكان يتردد ما بينها وبين الموصل وما والاها من بلاد الجزيرة ، ويقرأ الناس عليه ويستفيدون منه إلى أن علت سنه وأدركه أجله بالموصل عن تسعين سنة أو ما قاربها ، ويحكى عنه حكايات عجيبة في رقاعته وقلة ديانته وفساد عقيدته نعوذ بالله من ذلك.
سمعت القاضي أبا القاسم عمر بن أحمد العقيلي بحلب يقول : سمعت محمد بن يوسف بن الخضر الحنفي يقول : كان الشميم النحوي يبقى أياما لا يأكل إلا التراب ، فكل ما يلقيه من الرجيع يابسا قليل الرطوبة ليس بمنتن فيحطه في جيبه ، فكل من دخل إليه يخرجه من جيبه ويشمه إياه ويقول : انظروا إلى ما ألقيه وشموا رائحته فإنني قد تجوهرت! فلذلك دعي بالشميم.
__________________
(١) انظر : وفيات الأعيان ٣ / ٢٦. ومعجم الآباء ١٣ / ٥٠. والأعلام ٥ / ٨٣.