الاستخراج ، أديبا فقيها ، عالما ، زاهدا ، كريما سخي النفس ، متواضعا عاملا بعلمه (١) ، وقد زادت مصنفاته على خمسين مصنفا في أنواع العلوم ، وانتفع به جماعة ، وسمعت منه كثيرا ، وكان سماعه صحيحا (٢).
سبط أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني ، من ساكني درب بهرور ، وكان من وجوه البزازين ، وله ثروة واسعة ، وكان متدينا حسن الطريقة ، وسمع شيئا من الحديث من أبي الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي ، وحدث باليسير ، روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أخبرني ابن الغزال ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن عنقود البزاز قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قراءة عليه ، أنبأنا والدي ، أنبأنا أبو القاسم موسى بن عيسى السراج ، حدثنا عبد الله بن أحمد البصري ، حدثنا حماد ابن الحسن ، حدثنا حجاج ، أنبأنا ورقاء عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضياللهعنه قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن البركة تنزل في ذروة الطعام فكلوا من حافتيه» (٣).
أنبأنا أبو البركات اليزيدي عن صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال : مات أبو الحسن بن عنقود البزاز يوم الأربعاء سادس عشري شعبان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ، وكان رجلا حسنا ذا كياسة ومروءة ، ودفن بالشونيزي.
من أهل الكرخ ، قد انتقل إلى الجانب الشرقي ، فكان يسكن بدرب فراشا ، وقد تقدم ذكر أبيه وأخيه الحسين بن أحمد وكان الأكبر ، سمع أبا بكر محمد بن عبد الباقي
__________________
(١) في (ج) : «بعمله».
(٢) في (ج) : «آخر الجزء».
(٣) انظر الحديث في : المستدرك ٤ / ١١٦. ومسند أحمد ١ / ٣٤٥ ، ٣٦٤. وكنز العمال ٤٠٧٥٤.