هذا الحديث لشعيب بن حرب فقال لي : كنا نسميها آيات الحرز ، ويقال : إن فيها شفاء من مائة داء فعد عليّ الجنون والجذام والبرص وغير ذلك فلم أحفظ ، قال محمد ابن علي فقرأتها على شيخ لنا قد فلج حتى أذهب الله عزوجل عنه ذلك.
حدث عن أبيه ، روي عنه أبو معاذ الطالقاني.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجا أحمد بن محمد بن الكسائي قال : كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي حدثني أبو معاذ أصفح بن علي بن أبي معاذ بن القاسم بن الليث القيسي الطالقاني بالدامغان حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد البغدادي الناقد التمارين ببغداد حدثني والدي ، حدثني أبو بكر محمد ابن علي بن إسماعيل مبرمان النحوي قال : صحب شيخ مديني (١) قوما في سفينة فكانت مع أحدهم جارية مغنية ، وكان للشيخ هيئة وحشمة ، فقالوا له : إن معنا جارية مغنية ونحن لك ، فان أذنت لنا سمعنا! فقال الشيخ : أنا أعزل عنكم وافعلوا أنتم ما بدا لكم ، فارتقى الشيخ إلى طلال السفينة وغنت الجارية ، في بعض ما غنت :
حتى إذا الصبح بدا ضوأه |
|
وغابت الجوزاء والمرزم |
أقبلت والوطي خفى كما |
|
ينساب من مكمنة الأرقم |
قال : فما شعرنا إلا بالشيخ وقد رمى بنفسه في الماء وعليه ثيابه وجعل يخبط (٢) بيده ويقول : أنا الأرقم أنا الأرقم ، فبعد شر ما أخرجناه ، فقلنا له : يا هذا لم ضيعت هذا بنفسك؟ فقال : إني والله أعلم من تأويله ما لا تعلمون.
من ساكني الرصافة ، سمع الكثير (٣) من أبي عبد الله بن بشران وجماعة غيرهم ، وحدث باليسير ، روي عنه أبو علي بن البناء وأبو بكر (٤) محمد بن عبد الواحد بن سفيان الخباز الأصبهاني في مشيختهما.
__________________
(١) في (ج) : «مدني».
(٢) في الأصل ، (ج) : «مخيط».
(٣) في (ج) : «سمع الحديث».
(٤) في (ب) : «أبو البركات».