سمعت زهير بن محمد الكاتب يقول : توفي علي بن بدر بقوص في سنة تسع وتسعين وخمسمائة عن خمسين سنة ، وكان كاتبا للنصير نصر بن محمد الملطي (١) وكان يكتب خطا مليحا لطيفا على طريقة ابن البواب.
كان يخدم في الدواوين ، وله معرفة بالكتابة ، تولى (٢) أستاذية دار الخلافة في الخامس والعشرين من شوال سنة أربع وثمانين وخمسمائة ، وعزل في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين ولزم منزله ، وكان له ميل إلى أهل الخير والصلاح ، وتردد إلى الصالحين وتفقه عليهم ، وبنى رباطا للصوفية بباب الجعفرية ووقف عليه من أملاكه ، وتوفي ليلة الخميس الخامس والعشرين من شوال سنة تسعين وخمسمائة ، ودفن برباط الجعفرية ، وقد تقدم ذكر ولد أخيه.
من أهل واسط ، شاعر كاتب ، له معرفة بالأدب ، وهو مليح الشعر رقيق الطبع ، قدم بغداد في سنة ثمان وخمسمائة وفي سنة اثنتي عشرة ، وروى بها عن جماعة من شعراء واسط كأبي الجوائز (٣) الحسن بن علي بن باري الكاتب وأبي منصور عبد الملك بن مروان الكاتب السوسي وأبي نصر بن طوطي وأبي ثعلب محمد بن الحسن ابن شاذان الكاتب وأبي غالب محمد بن أحمد بن بشران النحوي ، وروى أيضا شيئا من شعره ، سمع منه عمر بن ظفر المغازلي وأبو المعمر الأنصاري وهزارست بن عوض الهروي والحسين بن عبد الرحمن الغزي وعلي بن أبي سعد الخباز وأبو الفضل عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن الإخوة وأبو بكر المبارك بن كامل الخفاف ، ورويا عنه.
قرأت على أبي القاسم علي بن عبد الرحمن بن علي الوراق عن الحسين بن عبد الرحمن الغزي (٤) وعلي بن أبي سعد الخباز قالا : أنشدنا أبو السعادات علي بن بختيار ابن علي الواسطي ببغداد لنفسه :
__________________
(١) في النسخ : «اللمطي».
(٢) في (ج) : «ولي».
(٣) في (ب) ، (ج) : «الحوام».
(٤) في (ب) : «العرلي» وفي (ج) : «العزلي».