السّكّري ، حدثنا أبو سعيد العدوي فذكره.
روى عن أبيه (١) ، روي عنه أبو عبد الله بن باكويه.
أخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي الموصلي ، أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري ، أنبأنا علي بن عبد الله الحربي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي ، حدثنا علي بن بكران العكبري بحلوان قال : سمعت أبي يقول : سئل أبو حمزة الصوفي : هل يتفرغ المحب إلى شيء سوى محبوبه؟ فقال : لا ، لأنه بلاء دائم وسرور منقطع وأوجاع متصلة لا يعرفها إلا من باشرها ، وأنشد :
يقاسي المقاسي شجوة دون غيره |
|
وكل بلاء عند لاقيه أوجع |
قال : وسمع أبو حمزة رجلا من أصحابه وهو يلوم بعض إخوانه على إظهار وجده وحاله في مجلس الأضداد ، فقال أبو حمزة : الوجد الغالب يسقط التمييز ويجعل الأماكن كلها مكانا واحدا ، ولا لوم على من غلب عليه وجده فاضطره إلى ذلك ، وما أحسن ما قال ابن الرومي :
فدع المحب من الملامة إنها |
|
بئس الدواء لموجع مقلاق |
لا تطفئن جوى يلوم إنه |
|
كالريح يعلي النار بالإحراق |
من ساكني قراح ظفر ، سمع أبا المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ، وحدث باليسير ، كتبت عنه ، وكان متيقظا حسن الأخلاق ، كان موصوفا في شبابه بشدة القوة ورفع الأشياء الثقيلة بلا كلفة ومصارعة الأشداء ، وله حجات كثيرة إلى مكة يخرج مع السقائين ، وقد رأيت أباه شيخا كبيرا آدم ناطح المائة ولم تكن عنده رواية.
__________________
(١) في النسخ : «عن ابنه».
(٢) انظر : ترجمة عبد الملك بن علي الهمداني ، أبو المظفر.