أنبأنا أبو الحسن علي بن جعفر الخازن النيسابوري رأيته ببغداد ، وكان يشار إليه في وقته بين الخراسانية من رفقاء أبي سعد الصوفي النيسابوري ، وكان أبو سعد يقول : ثلثا تصوفي على ما سمعت إسماعيل بن الحسن الشعري النيسابوري نحكيه عنه.
من أهل الحربية ، سمع أبا حفص عمر بن علي الحربي ، كتبت عنه شيئا يسيرا ، وكان حسن الأخلاق من ذوي اليسار ، فيه تميز وتيقظ.
أخبرني علي بن حجاج بن علي بن طليب أبو الحسن بقراءتي عليه ، أنبأنا عمر بن عبد الله الحربي قراءة عليه ، أنبأنا علي بن الحسين بن أيوب ، أنبأنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد ، حدثنا الحرب بن محمد ، حدثنا أبو النصر(١) هاشم بن القاسم ، حدثنا بقية بن الوليد عن خليد بن دعلج عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «الناس يعملون الخير وإنما يعطون أجورهم على قدر عقولهم»(٢).
سألت عن أبي الحسن بن حجاج عن مولده ، فقال : في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ، وتوفي يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس الثالث عشر من جمادى الأولى سنة تسع وستمائة بباب حرب.
من أهل الحربية ، وهو أخو المذكور آنفا وكان الأصغر ، سمع مع أخيه من عمر بن عبد الله الحربي ، وخرج من الحربية فسكن قرية بنهر عيسى يعرف بالصافي ، أقام بها أكثر من أربعين سنة لم يدخل الحربية ، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا متعبدا منقطعا عن الخلق قليل المخالطة لهم ، حدث باليسير ولم يتفق لي لقاءه ، سمع منه رفيقنا علي بن معالي الرصافي ، وقد ذكر لي أنه اجتمع به لما جاء إلى ظاهر الحربية للصلاة على جنازة أخيه وحضور دفنه ، ثم عاد إلى القرية.
أخبرني علي بن معالي المقرئ ، أنبأنا علي بن الحجاج الزاهد قراءة عليه بظاهر
__________________
(١) في الأصل : «أبو الحفر».
(٢) انظر الحديث في : كشف الخفا ٢ / ٤٥٢.