الكدر وامتلى من الفكر (١) وتخلى عن البشر واعتدل عنده الذهب والحجر.
أخبرنا حمزة بن علي الحراني ببغداد وزيد بن الحسين الكندي بدمشق قالا : أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد العكبري ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، حدثنا علي بن الحسن بن المترفق الطرسوسي سمعت عبد الله بن عدي يقول : سمعت عصمة بن بحماك (٢) يقول : سمعت أبا عمرو الطفيلي يقول : سمعت أستاذي يقول في قول الله عزوجل (ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ) قال : الأكل من الحاصل.
أخبرنا الحسن بن محمد الشافعي بدمشق ، أنبأنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ أن علي بن الحسن المترفق البغدادي ثم الطرسوسي توفي في شعبان سنة سبع وأربعمائة.
تقدم ذكر والده ، كان يلقب فخر الزمان ، مدح الإمامين المستنجد بالله وابنه المستضيء بأمر الله ، وكان أرق شعرا من أبيه.
كتب إليّ أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من خطه قال : علي بن أبي الحسين بن الخل شاب فيه أدب وظرف وذكاء وفطنة وكياسة ولياقة وتودد إلى الناس ، أنشدني لنفسه ببغداد سنة إحدى وستين :
وجه الصبوح صبيح |
|
من الهموم مريح |
ومبرك اللهو رحب |
|
نصر الرياض فسيح |
والطل جاء يشير |
|
والظل سار يسيح |
وللنسيم هبوب |
|
على الرياض طريح |
وللسحابة جفن |
|
من الدموع قريح |
والبلبل المتغني |
|
فوق الغصون يصيح |
__________________
(١) في الأصل : «الكفر».
(٢) هكذا في الأصول.
(٣) انظر : تلخيص مجمع الآداب ٤ / ٣ / ٢٤٢.