من أهل الحربية ، سمع أبا نصر محمد بن علي الزينبي وأبا الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق وأبا الحسين عاصم بن الحسن وأبا الحسن علي بن محمد ابن قريش وخلقا كثيرا ممن بعدهم ، وكتب بخطه كثيرا ، ومات كهلا ولم يحدث إلا باليسير ، روي عنه أبو علي بن الرحبي ونصر الله بن عبد الرحمن القزاز.
أنبأنا أحمد بن سليمان الحربي ، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد الحربي قراءة عليه في المحرم سنة خمس وخمسمائة [أنبأنا أبو الحسن علي بن ثابت الحربي] (١) ، وأنبأنا عبد العزيز بن محمود الحافظ ببغداد ومحمد بن عبد الله بن موهوب البغدادي بمكة قالا : أنبأنا محمد بن عبيد الله بن نصر قالا : أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه ، أنبأنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس الدهقان ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضياللهعنهما قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عزوجل من أيام العشر» قالوا : يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله لا يرجع من ذلك بشيء» (٢).
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال : توفي علي بن ثابت أبو الحسن الحربي ليلة الاثنين حادي عشر جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، وصلّى عليه من الغد ودفن بباب حرب ، قال شيخنا ـ يعني ابن ناصر : وكان دينا أمينا خيرا.
إمام جامع الرصافة في الصلوات الخمس ، وكان يسكن بالحريم الظاهري ، كان من عباد الله الصالحين مشهورا بالورع والزهد والعبادة ، وكان الناس يعتقدون فيه ويتبركون به ويذكرون عنه كرامات.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٧٥٧. ومسند أحمد ١ / ٢٢٤.
(٣) في (ج) : «الدوري».