من أهل باب الأزج ، قرأ الأدب على الشريف أبا السعادات بن الشجري (٢) ، وسمع الحديث من أبي القاسم بن السمرقندي وأبي الفضل محمد بن أحمد بن مالك العاقولي (٣) ، وقرأ علم الطب حتى برع (٤) فيه ، وخرج من بغداد ودخل بلاد الروم وصار طبيب السلطان هناك وكثر ماله وارتفع ، ثم إنه سكن خلاط مدة ثم إنه عاد إلى الموصل واستوطنها إلى حين وفاته ، وأضر في آخر عمره ثم زمن فلم يقدر على الحركة ، فكان الناس يقصدونه في منزله ويشتكون إليه أمراضهم ويقرؤن عليه علم الطب ، وله مصنفات في الطب حسنة ، دخلت عليه داره بالموصل وقرأت عليه جزءا كان سمعه من ابن السمرقندي ، وكانت له معرفة بالأدب حسنة واليد الطولى في علم الطبيعيات ، وكان دينا حسن الطريقة ، مليح الشيبة عليه وقار ، وله هيبة ، إلا أنه كان عسرا في الرواية لا يفهم شيئا من الحديث.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن هبل الطبيب بقراءتي عليه في منزله بالموصل ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ، حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني (٥) ، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر وأبو القاسم تمام بن محمد الرازي والقاضي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون الغساني (٦) وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي العقب ، حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري (٧) ، حدثنا الوليد بن النضر المسعودي ، حدثنا مسرة بن معبد (٨) اللخمي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي
__________________
(١) انظر : إنباه الرواة للقفطى ٢ / ٢٣١. وشذرات الذهب ٥ / ٤٢.
(٢) في النسخ : «السجزى».
(٣) في الأصل : «على العاقولي».
(٤) في الأصل ، (ب) : «نزع».
(٥) في النسخ : «الكناني».
(٦) في النسخ : «النسائي».
(٧) في التهذيب ، والعبر : «البعرى».
(٨) في الأصل ، (ج) : «سعيد».