رجل من حملة القرآن حضرته الوفاة وكان مسرفا على نفسه ، فأتته ملائكة العذاب فعرج القرآن من صدره إلى السماء فنادى : يا رب! سكني؟ فأوحى الله عزوجل إلى الملائكة أن دعوا (١) القرآن يسكنه.
أخبرناه غياث بن الحسن بن البنّاء إذنا عن الحسين بن إبراهيم الدينوري ، أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : توفي علي بن محمد أبو الحسن النفرى (٢) سنة خمس وثمانين وأربعمائة.
سمع الكثير من أبي الفضل بن خيرون وأبي الخطّاب بن البطر وأبي عبد الله بن طلحة وأمثالهم ، وأملى (٤) على ابن البطر جزءين ، وكان فاضلا مليح الخط ، له معرفة بالأدب ، سافر إلى الشام ودخل دمشق في سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، وسمع بها الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبا الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلمي وغيرهما ، وسافر إلى ديار مصر ، ورأيت له سماعا به بدمشق في سنة إحدى وتسعين.
ويقال : إنه توفي بدار مصر ، وما أظنه روى شيئا فإنه مات شابا ، ويقال : إنه كان يعرف شيئا من المنطق والفلسفة وما شاكلها.
من ساكني المفيدية ، ذكر أبو القاسم بن السمرقندي فيما قرأته بخطه قال : إنه من أولاد عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، أسمعه والده في صباه من أبي الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد [و] (٦) أبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان وآباء القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران وعبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي (٧) وطلحة بن علي بن
__________________
(١) في الأصل : «تدعو».
(٢) في (ج) : «البقرى».
(٣) في (ج) : «فنون».
(٤) بين السطور في النسخ : «انتقى».
(٥) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٢٧. وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٦١. والأنساب ٦ / ١٠٧.
(٦) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(٧) في النسخ : «الحرفى».