فرع درى من قبل خلق الورى |
|
وبعد أن يفنوا قدوة بواق |
لا كرم إلا له أو به كال |
|
بحر منه وإليه الشواق |
نور سواد القلب في حجبه |
|
ورب ذي حجب كماء الصفاق |
اخلط بالعالم علما له مل |
|
كا كما الخضر حواه النطاق |
تلو رسول الله من إله إن |
|
على الأعراف يحدي العتاق |
قبل ذكاء السن حاز المدى |
|
كليلة الفطر هلال المحاق |
قد جمعت أشتات فخر له |
|
ما ظن بين اثنين منها ائتلاق |
عم وما يشكر إنعامه |
|
لأنه تكليف ما لا يطاق |
ومدح الإمام القائم قصيدة أخرى وأنشدها يوم الخميس ثالث المحرم سنة خمس وعشرين وأربعمائة في القصر الفاخر الصغير في الموكب الأشرف أولها :
تذكر نجدا والحديث شجون |
|
نجن اشتياقا والجنون فنون |
وأصبح في شغل من الوجد شاغل |
|
جنون لعمري ذا العرام جنون |
وما خطرات الشوق إلا وساوس |
|
تحركن قلبا هن فيه سكون |
هوى النفس فيها جوهر تستثيره |
|
كأثر اليماني أخلصته قنون |
فيأتي على الأجسام أنفسها كما |
|
تأكل من حد السيوف جفون |
وقد كان قبل البين جلدا فقد وهت |
|
قواه وباتت في القناة وهون |
ويفيض مشيبا بالشباب وإنما ال |
|
مشيب فتور والشباب فتون |
وكان ولا الصخر الأصم صلابة |
|
وكالصخر للنيران فيه كمون |
ليالي جنان بالصبي يستفزه |
|
ونزها صباه شره ومجون |
يروق المهاء والأسد روق شبابه |
|
وروضات جنات له وعيون |
يفارق شمس الشرق في بيت عقره |
|
وللشهب من بعد إليه شقون |
ويسعى له ذو التاج من فوق عرشه |
|
يراح وأقدام الملوك صفون |
تزف حواليه قلوب إذا بدا |
|
وتتبعه حتى تغيب عيون |
يرى أن طرف العين حتى يوده |
|
نوى قذف دون الحبيب سطون |
يظن به ما لا يظن لمثله |
|
لضن به إن الضنين ظنون |
جموح إلى اللذات يستلب المدى |
|
وأما على من لامه فحزون |