لأن الظاهر أن الموقف كان جامدا في مواقعه الأولى في جانب المؤمنين ، حتى انتهى إلى حالة الاستغاثة اليائسة أو القريبة من اليأس ، بحيث كانت القضية هي أن يتحرك الموقف إلى ساحل الأمل. أما حدود ذلك ، فهي الظروف الموضوعية المحيطة بالقضية في حركة الواقع في ما يتوفر من أدوات النصر من المكان والزمان والأشخاص والأوضاع العامة القادمة من الواقع الإنساني العام ...
وهذا ما ينبغي لنا أن نستوحيه في ما ننتظره من النصر في مواقعنا المتحركة للعمل الإسلامي ، فقد نشعر في بعض المراحل بالجمود المسيطر على الساحة من خلال الضغوط التي تتوالى على الساحة ، ومن خلال الضعف الذي تخضع له الطاقات الفاعلة ، مما قد يوحي باليأس أو بما يشبه اليأس ... ويتطلع العاملون إلى المستقبل يستشرفون فيه بعض بوادر الأمل ، ويبتهل المبتهلون إلى الله يطلبون منه أن يحقق لهم النصر ، ثم تلوح في الأفق بارقة أمل تجرح حاجز الظلام ، وذلك بانطلاق بعض الخطوات المتقدمة إلى الأمام ، وبانتقال بعض الفئات من جانب الكفر إلى جانب الإيمان ، أو بالحصول على مواقع جديدة في نطاق الزمان والمكان والظروف الخاصة والعامة ... ويجد بعض العاملين أن الموقف لا يزال بعيدا عن النصر ـ وإن حصل على بعض جوانبه ـ ويجد البعض الآخر أن الموقف موقف نصر ، ولكنه النصر المتحرك الذي يأخذ من كل مرحلة قوة جديدة للمرحلة الأخرى. ويرى هذا البعض أن قضية النصر في الدعوة تختلف عن قضية النصر في الموارد الأخرى ، لأن قضية الدعوة تتناول داخل الإنسان في فكره وشعوره ، كما تتناول الجانب الخارجي من حياته ؛ ولذا فإنها قضية متحركة في أكثر من اتجاه تبعا للحركة المتنوعة التي تتمثل في كيان الإنسان ، مما يقتضينا السير في هذا المجال خطوة خطوة ، على النهج الذي سار عليه الأنبياء في دعوتهم وجهادهم ...
وفي ضوء ذلك ، تتحول المواقف المتقدمة إلى انتصارات ، ويتمثل