قرب النصر في قرب انفتاح الطريق على خطوات النصر ولو كان الطريق طويلا. أما قضية النصر في الموارد الأخرى ، فإنها قد تمثل الحسم في ما تتمثل فيه المواقع الذاتية في أرض نستولي عليها ، أو في موقف نتحكم فيه ، أو في شخص نهزمه ، أو في غير ذلك من الأمور التي تتجمد في حدود الزمان والمكان.
ولعل هذا التفكير هو الأقرب في ما تحتاجه حركة العمل الإسلامي الآن ، فإن التخطيط الدقيق يفرض علينا انتظار الهدف البعيد من خلال الوسائل العملية الحاضرة الموجودة في أيدينا الآن والتي نحاول تحريكها من أجل صنع أدوات جديدة للمستقبل في شعور عميق بالانتصارات المتلاحقة في كل مرحلة من مراحل الطريق ، وفي وعي كبير للحاجة إلى التوقف بعض الوقت في بعض المراحل من أجل استجماع قوة مشتتة ، أو تقوية طاقة ضعيفة ، أو انتظار طاقة قادمة ، من دون أي شعور سلبي بالهزيمة النفسية ، حتى في حالة الوقوع تحت ضغط الهزيمة في مرحلة معينة.
إن الإيحاء الدائم بأن أيّة خطوة متقدمة تمثل نصرا جديدا في حجم تلك الخطوة ، يملأ العاملين بالمشاعر الإيجابية القوية المتعاملة مع المستقبل دائما. وذلك هو سبيل الدعوة المتطلعة دائما إلى الله في شعور عميق بالإيمان ، بأن (الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) [الأعراف : ١٢٨]. وذلك ما نستوحيه من النداء الإلهي : (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) بعيدا عما قد يستفيد البعض من القرب الزماني للنصر على مستوى الهدف الكبير ، ومنسجما مع طبيعة العمل من القرب الزماني للنصر على مستوى المرحلة المتحركة في اتجاه هذا الهدف على أسس واقعية موضوعية حاسمة.
وقد يكون من الضروري أن نتوقف طويلا أمام هذه الآية ، لنعرف أنها تريد أن تهزّ حركتنا في اتجاه الصبر الإيماني الإيجابي والصمود القوي أمام صعوبة التحدي ، لتعرفنا بأن علينا أن نصبر كما صبروا ، ونتحرك كما تحركوا ،