«الصوم الأعظم مع الكفارة كان على ما يبدو خاصا بيوم من أيام السنة بين طائفة من اليهود. طبعا كانت هناك أيام أخرى مؤقتة للصوم بمناسبة ذكرى تخريب أورشليم وغيرها» (١).
السيد المسيح عليهالسلام صام أيضا أربعين يوما ، كما يظهر من الإنجيل «ثم صعد يسوع إلى البرية ... فبعد ما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة جاع أخيرا» (٢) ويبدو من نصوص «إنجيل لوقا» أن حواريي السيد المسيح صاموا أيضا (٣).
وجاء في قاموس الكتاب المقدس «من هنا كانت حياة الحواريين والمؤمنين مملوءة بالابتعاد عن اللذات وبالأتعاب وبالصوم» (٤).
وقد لا نجد تفصيلات وافية عن طبيعة هذا الصوم المفروض على السابقين في شرائهم ، ولكننا نجد في القرآن الكريم حديثا عن صوم الصمت في ما حدثنا الله به من قصة زكريا قال : (قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) [آل عمران : ٤١] وفي ما حدثنا به من قصة مريم عليهاالسلام : (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) [مريم : ٢٦]. وقد نجد لدى بعض المنتسبين إلى الديانات السابقة من اليهود والنصارى نوعا من الصوم الذي يمتنعون فيه عن بعض المأكولات كاللحوم ونحوها في بعض أيام السنة. وقد يخيّل لبعض الناس أن تشبيه الصوم
__________________
(١) قاموس الكتاب المقدس ، ص : ٤٢٨.
(٢) إنجيل متى ، الإصحاح الرابع ، الرقم : ١ ـ ٢.
(٣) إنجيل لوقا ، الإصحاح الخامس ، الرقم : ٣٣ ـ ٣٥.
(٤) قاموس الكتاب المقدس.