عبد الله عليهالسلام يقول : «إن الله عزوجل لا يستجيب دعاء بظهر قلب (١) ساه (٢) ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن الإجابة» (٣).
وجاء في بعض الأحاديث أن صاحب اللسان البذيء ، والقلب العاتي الجبار ، والنية غير الصادقة ، لا يستجاب دعاؤه. فقد روي عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام قال : كان في بني إسرائيل رجل ، فدعا الله أن يرزقه غلاما ثلاث سنين. فلما رأى أن الله لا يجيبه قال : يا رب أبعيد أنا منك فلا تسمعني ، أم قريب أنت مني فلا تجيبني؟! قال : فأتاه آت في منامه فقال : إنك تدعو الله ـ عزوجل ـ منذ ثلاث سنين بلسان بذيء ، وقلب عات غير تقي ، ونية غير صادقة ، فأقلع عن بذائك ، وليتق الله قلبك ، ولتحسن نيتك. فقال : ففعل الرجل ذلك ، ثم دعا الله فولد له غلام (٤).
ولعل لبذاءة اللسان أي ألفاظه ، وقسوة القلب في أحاسيسه ، دور في إبعاد الإنسان عن الله ، بحيث لا يعيش روحية الدعاء في موقفه البعيد عن خط التقوى.
وفي وصية الإمام علي عليهالسلام لولده الحسن عليهالسلام ، كما في نهج البلاغة قال : «ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته ، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته ، واستمطرت شآبيب رحمته ، فلا يقنطنّك إبطاء إجابته ، فإن العطية على قدر النية. وربما أخرت عنك الإجابة ، ليكون ذلك أعظم لأجر السائل وأجزل لعطاء الأمل ، وربما سألت الشيء فلا
__________________
(١) بظهر قلب : المشهور أن الظهر هنا زائد مقحم. وفي الحديث : لا صدقة إلا عن ظهر غنى أي : صادرة عن غني ، فالظهر فيه مقحم كما في ظهر القلب.
(٢) ساه : أي : غافل عن المقصود وعما يتكلم به غير مهتم ، أو غافل عن عظمة الله وجلاله ورحمته ، غير متوجه إليه بسرائره وعزمه وهمته.
(٣) الكافي ، ج : ٢ ، ص : ٤٧٣.
(٤) م. ن. ، ص : ٣٢٤ ـ ٣٢٥.