الآيات القرآنيّة والاعجاز العلمي فيها
إننا بعد تلك المقدمة الوجيزة التي ذكرناها حول فكرة الإعجاز العلمي لآيات القرآن ، وما كان لها من أثر في لفت أنظار الباحثين والمفكرين ، من المسلمين وغيرهم ، يجدر بنا أن ننتقل إلى صلب الموضوع فنقول :
إننا نستطيع أن نقسم الآيات التي لها علاقة بالعلوم ، وتظهر فيها سمات الإعجاز ـ إلى قسمين :
القسم الأول : كان الإنسان يعرف عنه بعض الشيء حينما نزل القرآن ، ولكن معرفته عنه كانت سطحية ، وساذجة بدائية ، لا تعدو المشاهدة والاستغراب ، وربما صاحبتها بعض التعليلات الخاطئة ، التي كانت تستوحى من معارف العصر وثقافته.
والقسم الثاني : كان الإنسان في عماية كاملة عنه ، وجهالة تامة به ، ما كان يعرفه ، ولا يتصوره ، ومع ذلك أخبر القرآن عنه قبل كشفه بقرون طويلة على ما يوافق المعارف الحديثة اليوم تماما.
والأعجب من ذلك أنه أخبر عنه بأبلغ أسلوب وأبدعه ، وبما يتناسب مع أذواق ذلك العصر ومعارفه ، فلم ينب عنه سمع العربي في ذلك الوقت ، ولم يستنكره المفكرون والمتأملون ، وربما لفت نظر الإنسان إلى وجود أسرار في هذا الكون وراء قدرته ومعارفه ، إلى أن جاء العلم الحديث فكشف عما يوافق تلك الأخبار في نفس عباراتها وصيغها القديمة ، ليستدل بذلك على أن هذا القرآن موحى به من عند الله.