الآية الاولى
قانون المط السطحي
وقوله تعالى
(وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً)
لقد ذكر القرآن قانونا خاصا بالماء في سورتين ، هما : الفرقان والرحمن ، فقال تعالى في (سورة الفرقان : آية ٥٣) :
(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ، هذا عَذْبٌ فُراتٌ ، وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ ، وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً).
وقال في (سورة الرحمن : آية ٢٠ ـ ٢١) :
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ، بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ).
إن هذه الظاهرة التي يتكلم عنها القرآن ، وهي عدم اختلاط الماء العذب بالماء المالح ، ليست وليدة المعارف الحديثة ، وإنما هي أمور معروفة للإنسان منذ القدم ، بناها على مشاهداته الحسية ، التي لا سبيل إلى إنكارها.
وعلى سبيل المثال يوجد نهران يسيران في «تشانغام» بباكستان الشرقية إلى مدينة «أركان» في بورما ، أحدهما عذب ، والآخر مالح ، ويمكن مشاهدة النهرين ، مستقلا أحدهما عن الآخر ، وكأن حدا فاصلا يفصل بينهما ، الماء العذب في جهة ، والآخر المالح في جهة أخرى ، وهذه الظاهرة معروفة متكررة غير خافية على أحد.
ولكن .. لما ذا لم يختلطا ..؟.