٢ ـ الزوجية في الخلية الجنسية
إن خلق الأزواج الذي تحدثنا عنه في الفقرات الماضية ذلك الحديث المدهش المثير في جسيمات الذرة عند تجسدها من الموجة أو الطاقة ، وفي الذرة نفسها ، بل في الكون بأسره ، حتى أصبح شعار علماء الكون شعار المؤمنين أنفسهم ، وهو ترداد قوله تعالى : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ـ جعل هذه الآية بعد أن كانت في معايير الماديين وفلاسفة الإلحاد سفسطة جعلها من أعظم الحقائق العلمية التي لا مرية فيها ولا خلاف.
بل أصبحت الشعار الذي يردده كل علماء الكون صباح مساء ويقرون من خلاله بأن هذا الكلام يستحيل أن يصدر ـ وقبل أربعة عشر قرنا ، في الوقت الذي لم يكن الإنسان يعرف فيه شيئا بالنسبة لما يعرفه اليوم ـ يستحيل أن يصدر من البشر ، وإنما هو كلام الله ، معجزة ناطقة دالة على وجوده وصدق كتابه ورسوله.
هذا هو موقف علماء الكون بعد طول البحث والنظر والتأمل وتكرار التجربة والملاحظة.
فما هو موقف علماء الحياة من هذه الآية ...؟.
هل أصبحوا هم أيضا يرددون شعار المؤمنين في القرآن : «ومن كل شيء خلقنا زوجين» .. ويقرون باطرادها ..؟.
أم أنهم شذوا عنها ، وخرجوا من قانونها ، وأثبتوا تخلف الخبر القرآني؟.
الجواب المبدئي الإجمالي .. نعم ، وبكل صراحة وثبات وتأكيد ، وبغض النظر عن أن الجسم مكون من الخلايا التي تتكون من عناصر هذا الكون وذراته التي تحتوي على الزوجين السالب والموجب.