الآية الثانية والعشرون
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً ، كُلَّما نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ)
والاعجاز فيها
قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً ، كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) (سورة النساء : آية ٥٦).
لقد قرأ أسلافنا رضوان الله عليهم هذه الآية ، وفهموها فهما سليما ، مطابقا لمدلولها اللغوي ، الذي يجب أن يكون أولا وأخيرا الحكم في تفسير كتاب الله ، فقالوا : معنى الآية أنه كلما احترقت جلودهم ونضجت بدلناهم بجلود أخرى غيرها ، لتحترق هذه الجلود ثانية ، ويعود العذاب.
فقال مقاتل : تأكل النار جلودهم كل يوم سبع مرات.
وقال الحسن : تأكل النار جلودهم كل يوم سبعين ألف مرة ، كلما أكلتهم قيل لهم : عودوا ، فعادوا كما كانوا.
وقال ابن عمر : إذا احترقوا بدلت لهم جلود بيض كالقراطيس.
ولكن لما ذا تبدلت جلودهم بجلود غيرها ..؟.
ولما ذا كان التبديل خاصا بالجلود؟.
ولم قال تعالى عقب هذا (لِيَذُوقُوا الْعَذابَ)؟.
أو ما كان من الممكن أن يذوقوا العذاب باحتراق لحمهم وعظامهم؟.
أسئلة ما كانوا يستطيعون الإجابة عنها ، لأنهم لم يكونوا على علم بالعلاقة