٢ ـ الإعجاز العلمي.
ثانيا : وجوه أخرى من الإعجاز ، أشار إليها العلماء قديما وحديثا ، تتفاوت في ظهورها وخفائها ، ويتداخل بعضها في بعض ، وربما كان وجه الإعجاز في بعضها غير ظاهر ، ولذلك فهي تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : وجوه يظهر فيها الإعجاز ، وإن كان متفاوتا ، بل ربما كان في بعضها خفيا ، وهي :
١ ـ التناسب في جميع ما تضمنه القرآن ظاهرا وباطنا ، بحيث خلا عن التعارض والتناقض.
وهذا من وجوه الإعجاز العظيمة في القرآن ، على ما سنبينه في مكانه إن شاء الله.
٢ ـ قوة تأثيره في النفوس ، بحيث جعلت كل من يسمعه يتأثر به ، على ما ذكرناه من أحوال المشركين حينما كانوا يسمعون القرآن الكريم.
٣ ـ أنه توجد فيه روحانية جديدة تدب في جسد المؤمن ، فتحركه تحريك الروح للأجساد ، وتجعل منه إنسانا جديدا ، بعقل جديد ، وفهم جديد ، وطاقة جديدة (١).
٤ ـ عدم ملال السمع له ، مهما تكرر عليه ، أو تردد أمامه (٢).
٥ ـ هدايته للنفوس ، وإيجاده للديانة الجديدة بقهر الديانة القديمة (٢).
القسم الثاني : وجوه من الإعجاز أشار إليها بعض العلماء ، إلا أنها لا إعجاز فيها ، فيما ظهر لي من الرأي والله أعلم ، وهي :
١ ـ احتواء القرآن على أساليب القرآن المنطقية.
__________________
(١) وجدي ٧ / ٦٧٧ دائرة المعارف.
(٢) محاسن التأويل ٢ / ٧٧ ـ ٧٩.