الآية الرابعة
(يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ ، وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ)
وكروية الارض
لقد تكلم القرآن الكريم على الليل والنهار ، بعبارات واضحة مشرقة ، لا ينكر السامع معنى من معانيها مهما بلغ به الجهل في العلوم والمعارف ، ولذلك كانت متناسبة تماما مع معارف الناس حين نزل القرآن ، ولكنها كانت تحتوي على إشارات إلى معارف أخرى لم يكن للناس في ذلك الوقت معرفة بها ، ألا وهي الإشارة إلى كروية الأرض ودورانها ..
قال تعالى : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ ، وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) (سورة لقمان : آية ٢٩).
وقال : (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً) (سورة الأعراف : آية ٥٤).
وقال : (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ) (سورة الزمر : آية ٥).
إن هذه الآيات تشرح للإنسان سر مجيء الليل بعد النهار ، والنهار بعد الليل.
وهذه حقيقة يدركها كل إنسان من أقدم العصور ، ولذلك لم يجد فيها ما يثير دهشته ، ويلفت انتباهه.
إلا أن الإنسان المعاصر قد وجد فيها شيئا آخر تضمنته وأشارت إليه ، لم يكن الإنسان القديم يعرف عنه شيئا إلا وهو دوران الأرض محوريا حول نفسها وكرويتها ، والذي لم يكشفه الإنسان إلا في العصر الحديث.