مقدمة
إننا وقبل أن نترك الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، والذي اكتفينا فيه بما أوردناه من الآيات عما لم نورده منها ، إننا وقبل أن نتركه يجدر بنا أن نعرج على أمر مهم له مساس بالعلوم المعاصرة ، ومكتشفات العصر ، ألا وهو الإعجاز العددي في القرآن الكريم ، والذي صارت له شهرة ورواج لا يخفيان على أحد ، حتى صار يتردد في كل مجال ، ومن المؤسف أنه صار يردده بعض الدعاة مستسلمين لما فيه من الأوهام والأكاذيب ، التي زعمها صاحب الفكرة رشاد خليفة ، دون أن يكلفوا أنفسهم مشقة البحث فيها والتمحيص لها.
قاعدة عامة في التفسير :
وقبل الدخول في الموضوع ، وبيان ما فيه من حق أو باطل ، يجب علينا أن نبين القاعدة الهامة التي يجب على كل من يخوض في القرآن الكريم أن يرجع إليها ، سواء أكان يريد أن يخوض في تفسيره ، أم يريد أن يستنبط منه الأحكام ، أم يريد أن يظهر فيه الإعجاز ، أم يريد أن يخوض في أي جانب من جوانبه الكثيرة ـ يجب على كل أحد يريد شيئا من هذا أن يلتزم هذه القاعدة ...
وهي أن الله قد أنزل كتابه الكريم بلغة العرب ، وتعبدنا نحن المسلمين عربا كنا أم من غير العرب ـ تعبدنا أن نفهم القرآن بناء على قواعد لغة العرب التي أنزله بها ، وبناء على مفهوم مدلولاتها.
فقال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (سورة يوسف : آية ٢).