الآية السادس عشرة
(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ، وَالْجِبالَ أَوْتاداً)
وتوازن الارض بالجبال
قال الله تعالى في معرض الامتنان على الإنسان : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ، وَالْجِبالَ أَوْتاداً) (سورة النبأ : آية ٦ ـ ٧).
وقال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ، وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً ، وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) (سورة الرعد : آية ٢).
وقال جل وعلا : (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ ، وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) (سورة الحجر : آية ١٩).
وقال : (وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ، وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (سورة الأنبياء : آية ٣١).
وقال جل شأنه : (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً ، وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً ، وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ ، وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً ، أَإِلهٌ مَعَ اللهِ ، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (سورة النمل : آية ٦١).
وقال : (وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ ، وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) (سورة المرسلات : آية ٢٧).
فنحن نرى في كل هذه الآيات السالفة الذكر ـ نرى معنى واحدا يواكبها ، من أولها آلى آخرها ، ألا وهو معنى أن الجبال عنصر التوازن والثبات للأرض ، تثبتها وتمنعها من أن تميد وتضطرب ، وتعمل فيها التوازن والاستقرار.