مقدمة
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، فكان الآية البينة ، والمعجزة الظاهرة ، والدلالة القاطعة على صدق الوحي ، وعظمة الموحي.
والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، ونبيه العظيم ، الذي أدى الأمانة ، وبلغ الرسالة ، ونصح للأمة ، فكان حجة الله على الخلق : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).
ورضوان الله على الصحب الكرام ، والأئمة الأعلام ، الذين بذلوا وضحوا من أجل أن ينقلوا إلينا هذا الدين الذي حملوه ، أداء للأمانة ، ووفاء للعهد ، لننقله نحن لمن يأتي وراءنا من الأجيال ، وهكذا تستمر الرسالة ، ويحفظ الشرع ، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ، وبعد :
إننا ومنذ أن وعينا الحياة ونحن نحدّث عن المعجزة ، وأنها علم النبوة ، فلا نبوة بغير معجزة.
فبالمعجزة يظهر صدق النبي ، ويستدل على وجود الخالق.
ولو لا المعجزة لا دعى النبوة كل من يشتهيها.
قرأنا عن المعجزات المادية للأنبياء السابقين ، التي آمن عليها من آمن من أقوامهم.
لكننا لم نرها.
وإنما آمنا بها لصحة الخبر عنها ، إما عن طريق القرآن الكريم ، وإما عن طريق السنة المطهرة.