نبوءات عظماء العالم
إنه ـ كما ذكرنا ـ ما من عظيم من عظماء العالم إلا وتنبأ لمستقبله ، ومستقبل حروبه وحياته ، وكانت نبوءاته وهو في ذروة مجده ، وأوج عظمته ، وكل الظروف من سياسية ، وعسكرية ، توافقه وتؤيده ، ولذلك كان لنبوءاته الأثر البالغ في النفوس ، مع احتمال الفشل.
ولذلك كثرت المراهنات عليها ، وتحزب الناس لها ، ولكنها رغم هذا كانت في كثير من الحالات ـ إن لم أقل في كل الحالات ـ كانت يصاحبها الفشل الذريع ، والهزيمة المرة ، رغم كل ما كان يحيط بها من الظروف التي تساعد على التكهن بمثلها.
نبوءة نابليون :
فهذا نابليون بونابرت ... من أعظم قواد الجيوش الذين عرفهم العالم في عصره ، وقد سمت به فتوحاته التي أحرزها لدرجة أنه صار يتكهن بأنه سيكون ندا للإسكندر المقدوني ، وأخذ الغرور مأخذه من رأس نابليون حتى أصبح يتوهم أنه مالك لقدره ، فقال : لا يوحد في قدري إلا الغلبة والنصر ...؟!.
لقد قال بونابرت هذا الكلام وكل الظروف المحيطة به تساعده على أن يقول مثل هذا الكلام ، ويتنبأ مثل هذه النبوءة.
إنه القائد الذي هز العالم ، وهتفت له الجماهير ، وحيكت حوله القصص والأساطير ، وكل من يسمع كلامه هذا يقول : إنه يحق له أن يتنبأ مثل هذه النبوءة ...
ولكن ... ما هو مصير هذه النبوءة ...؟.