الآية التاسع عشرة
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ ، خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ
يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ)
والاعجاز فيها
قال الله تعالى : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ ، خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) (سورة الطارق : آية ٥ ـ ٧).
ما أكثر ما نقرأ هذه الآية الكريمة ، وما أكثر ما نسمعها ، ولكن ما أقل ما نعي فيها من الإعجاز القرآني الذي ينطق بأن هذا الكلام يستحيل أن يكون من كلام البشر ، وإنما هو كلام خالق الإنسان ومبدعه ، والعالم بسره وعلانيته.
ولكي نفهم هذه الحقيقة التي ربما تدق على الأفهام ، يجب علينا أن نعرف ما كان يتصوره الناس من العلماء والعامة عن ماء الرجل والمرأة ، وعن المكان الذي يتكوّن فيه ماء الرجل ، في زمن نزول القرآن ، إلى العصر الحديث ، حيث اكتشف الإنسان بوسائله البصرية والعلمية الحقيقة المذهلة التي نطقت بما جاء به القرآن قبل قرون طويلة من الزمن الذي سادت فيه المعلومات الخاطئة عن هذه الحقيقة على ما سنذكره الآن.
فمما كان الناس في الماضي يعتقدونه أن ماء الرجل يتكون في ظهره ، وأن ماء المرأة يتكون في ترائبها ، وأن الولد يتكون منهما.
فقد أخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، في قوله : (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) قال : «صلب الرجل ، وترائب المرأة ، لا يكون الولد إلا منهما».