ولا يمكن أبدا أن يتزاوج الآدنين مع الجوانين ، ولا الجوانين مع الثائمين ، ولا السايتوزين مع الآدنين ، ولا الآدنين مع السايتوزين.
كما لا يمكن أبدا أن تختل هذه الأزواج في أي كائن من الكائنات الحية ، وإلا كانت الكارثة الوراثية.
ولم يقف الأمر عند هذا ، بل تعداه إلى أن كل واحد من هذه القواعد الأربعة يتصل بسكر خاص اسمه «ريبوز» وهذا السكر يتصل بجزء من الفوسفات ليكون معه أيضا زوجا ، ولا يبتعد عنه ، ولا ينفصل منه.
وبعد ذلك تتكرر هذه الأزواج في جزئياتها الوراثية ملايين المرات ، وكل واحد منها يعرف مكانه من الخلية كما يعرف زوجه وطبيعته ونوعه ، فيقترب منه ، ويرتبط به.
وإذا أردت أخي القارئ أن تعرف المزيد عن هذا فاعلم أن الخلية الواحدة من جسم الإنسان تحتوي على ثمانية بلايين من هذه القواعد الأربعة ، وكلما ولدت خلية جديدة أخذت معها هذا العدد من البلايين ، إلا في الخلية الجنسية ـ كما ذكرنا سابقا ـ إذ أن الحيوان المنوي يحمل نصف هذا العدد ، أي يحمل فقط أربعة بلايين منها ، ليلتقي مع البويضة ، التي تحمل نفس العدد ، ولتتكون الخلية الأولى ، التي تحمل البلايين الثمانية ، وبعد ذلك تبدأ الأزواج من هذه القواعد الأربعة بإصدار أوامرها لتتكون الجينة.
ولا يسعنا في نهاية المطاف في عالم الأزواج في الكون والحياة ، والذي رأينا فيه من خلال مكتشفاتنا وعلومنا الحديثة ما يدل دلالة قاطعة على إعجاز القرآن في مضمار الإخبار عن أسرار الخلق في أعمق أعماقه ، مما كان من المستحيل معرفته على أهل العصر الذي نزل فيه القرآن ، ومما لم يعرفه الإنسان إلا في العصر الحديث ، بما طوره من الوسائل البصرية ، وتوصل إليه من وسائل الكشف والمعرفة ، لا يسعنا إلا أن نردد قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ).