خاتمة
إن هذا الذي ذكرناه من الآيات القرآنية التي ظهر فيها الإعجاز العلمي لكل ذي سمع وبصر ، لا شك أن الإعجاز فيها ليس على مستوى واحد من الظهور ، بل هو متفاوت ، إلا أن أدنى درجاتها يكاد ينطق بالإعجاز ، ويدل على أنه من كلام الله ، ويعتبر صرخة مدوية في عصر المادة والإلحاد يهز كيان الإنسان المادي في أعماقه ليلفت نظره إلى خالقه .. في عصر خبت فيه جذوة الروح ، واضمحلت معاني الغيب والإيمان.
وإني لأعتقد أن كثيرا من الماديين الملحدين اليوم لو أتيح لهم أن ينظروا في كتاب الله على هذا النحو الذي ذكرناه من وجوه الإعجاز العلمي فيه لما وسعهم إلا أن يعلنوا إيمانهم بالخالق العليم الحكيم .. كما فعل كثير من المنصفين.
فنحن اليوم إذن في أشد الحاجة إلى الوقوف على كل معنى من معاني كتاب الله مما له صلة بالعلوم من قريب أو بعيد ، لنخاطب العالم بلغته التي يعرفها ، ومناهجه التي رسمها.
وإن هذا الذي ذكرناه من الآيات ليس كل ما في القرآن الكريم من الآيات التي يظهر فيها الإعجاز العلمي ، وإنما هو بعضها ، يتم فيها أحدنا ـ نحن المهتمين بالدعوة إلى هذا الدين ـ يتم فيها أحدنا طريق الآخر ، لتبقى مسيرة الدعوة قوية ، ويبقى الاهتمام بالنظر في آيات القرآن الكريم قائما عند كل مسلم ، بل عند كل عارف بحقيقة كتاب الله ، كما يفعل كثير من العلماء والباحثين اليوم ، ويستنبط الجميع منه أسرار الكون والحياة ، وراء معنى التعبد الذي تعبدنا به الله تعالى ـ نحن المسلمين ـ بتلاوته وتدبره والعمل بأحكامه.