الكائنة بين الجلد والعذاب ، مما عرفناه نحن اليوم ، وكان تصورهم أن الجلد يألم بسبب احتراقه ، أو أن النفس تألم بسبب احتراق الجلد ، ولكن لم ..؟ لا يدرون.
ولذلك أثار الفلاسفة أمام المسلمين مسألة من مسائلهم التي جعلوها شبهة لنفي حشر الأجساد يوم القيامة ـ فيما كفروا به من قولهم : إن الله يحشر الأرواح دون الأجساد.
فقالوا : كيف يجوز أن يبدل جلد كان يتلذذ بالمعاصي في الدنيا بجلد آخر ما كان يتلذذ بها ..؟ فكيف يجوز أن يعذب هذا الجلد الجديد بدلا عن الجلد القديم؟!.
وقد أجاب السلف رضوان الله عليهم بأجوبة متعددة تتفق في نتيجتها مع الحقيقة العلمية التي يعرفها العلماء والمعاصرون.
ولكن الفرق بين المعرفتين أن معرفة أسلافنا رضوان الله عليهم كانت مبنية على إخبار القرآن وتعليله ، فيه إجابة نظرية ، مبنية على الإيمان بالله.
بينما إجابة العلماء اليوم مبنية على التجربة والكشف ، فهي إجابة عملية تجريبية.
وذلك كاعتقاد سلفنا بأن الماء يحترق ، وذلك لإخبار القرآن عن احتراقه ، كما أسلفنا في هذا الموضوع ، ولكن لما ذا؟ ما كانوا يدرون والعلماء المعاصرون يعتقدون أيضا أن الماء يحترق ، ولكن ليس من إخبار القرآن ، وإنما من كشفهم لحقيقة الماء وتركيبه.
فما جاء به العلم الحديث ، فيما خاض القرآن فيه ، أو أشار إليه ، لم يكن علما جديدا بالنسبة للمسلمين ، وإنما كان تصديقا لما تعلموه من كتاب الله ، وكشفا للعلة والسبب الذي من أجله كان إخبار القرآن ، ليثبت العلم بذلك إعجاز القرآن.
فقالوا رضي الله عنهم في جواب الفلاسفة : إن ألم العذاب إنما يصل إلى